الدين الإسلامى أحد أهم الديانات السماوية الثلاث فى العالم، وليس شرطا للتعرف عليه أن تكون منتميا إليه، هذا ما أثبته كثير من المفكرين فى العالم قديما وحديثا، بل إنهم تجاوزا التعرف عليه إلى الإشادة به وعن قيمه وأخلاقه؟
الكاتب العالمي الكبير ليو تولستوى
يعرف ليو تولستوى بأنه كان متميزًا بقراءاته الواسعة وتبحره فى الأديان المختلفة بحثا عن روح الأديان وجوهرها، لذلك درس الإسلام، وقال كنت أدرس البوذية، ورسالة محمد من خلال الكتب، وقد احتوت مكتبته الشخصية على العديد من المراجع التى تتناول الإسلام بالشرح والتفسير. واستحوذت معانى القرآن الكريم على اهتمامه، كما استأثرت أحاديث الرسول «صلى الله عليه وسلم» بعنايته.
كما تتصدر كتاباته في هذا المجال كتيب بعنوان "حكم النبي محمد" وهو كتاب جمع فيه أحاديث للرسول انتقاها بنفسه وأشرف على ترجمتها إلى الروسية، ومراجعتها والتقديم لها، ويشير فى مقدمة الكتاب إلى عقيدة التوحيد في الإسلام وإلى الثواب والعقاب والدعوة إلى صلة الرحم فيقول: "وجوهر هذه الديانة يتلخص في أن لا إله إلا الله وهو واحد أحد، ولا يجوز عبادة أرباب كثيرة، وأن الله رحيم عادل، ومصير الإنسان النهائي يتوقف على الإنسان وحده، فإذا سار على تعاليم الله فسيحصل على الجزاء، أما إذا خالف شريعة الله فسينال العقاب".
كما وصف تولستوى محمد صلى الله عليه وسلم، قائلا: هو مؤسس دين ونبي الإسلام وقام بعمل عظيم بهدايته لوثنيين قضوا حياتهم في الحروب وسفك الدماء، فأنار أبصارهم بنور الإيمان وأعلن أن جميع الناس متساوون أمام الله ".
الفيلسوف الألمانى نيتشه
الفيلسوف الألمانى الشهير نيتشه، فيقول عنه الكاتب المغربى بنسالم حميش، فى مقاله له بعنوان "هكذا تكلّم نيتشه عن الإسلام" يتوقف عند رأى الفيلسوف الكبير من الدين الإسلامى فيقول "لا يُعرف عن الفيلسوف الألمانى الكبير فريدرك نيتشه (المتوفى سنة 1900) فى المسألة الدينية إلا إلحاده وانتقاده الشديد للمسيحية، وخصوصاً منها مسيحية الإنجيل الجديد، إنتاج القديس بولس وحوارييه، أما موقفه ذى الإيجابية العجيبة الصريحة من الإسلام وثقافته، فالقلة القليلة من مؤرخى الفلسفة الغربية وحتى من المتخصصين فى فكر نيتشه إما لا يأبهون له وإما يسكتون عنه تماماً".
ويتابع بنسالم حميش "إن نيتشه قد صاغ بفضل فذوذيته الفلسفية وقوة حدسه الخارقة للعادة أفكاراً وخاطرات مدهشة لافتة فى شأن الإسلام الثقافى وحتى العقدى".
ويترجم بنسالم حميش نصا لـ نيتشه من كتابه L’ANTÉCHRIST الدجال، يوجد ضمن الجزء الثامن من أعماله الكاملة (جاليمار، 1974، ص 231 - 232)، وفيه "إن حضارة إسبانيا العربية، القريبة منا حقاً، المتحدثة إلى حواسنا وذائقتنا أكثر من روما واليونان، قد كانت عرضة لدوس الأقدام (وأؤثر ألا أنظر فى أى أقدام!) - لماذا؟ لأن تلك الحضارة استمدت نورها من غرائز أرستقراطية، غرائز فحولية، ولأنها تقول نعم للحياة، إضافة إلى طرائق الرقة العذبة للحياة العربية، لقد حارب الصليبيون من بعد عالماً كان من الأحرى بهم أن ينحنوا أمامه فى التراب، عالم حضارة إذا قارنا بها حتى قرننا التاسع عشر فإن هذا الأخير قد يظهر فقيراً ومتخلفاً! لقد كانوا يحلمون بالغنائم، ما فى ذلك من شك، فالشرق كان ثرياً!، لننظر إذن إلى الأشياء كما هي! الحروب الصليبية؟ إنها قرصنة من العيار الثقيل، لا غير".
الشاعر الفرنسى فيكتور هوجو
كتب فيكتور هوجو قصائد عن الإسلام ومن أشهرها قصيدته العام التاسع الهجرى L"an neuf de l"Hégire، والتى ضمنها فى ملحمته الخالدة "أسطورة القرون La Légende des siècles" التى تحدث فيها عن تاريخ البشرية كله منذ آدم وحواء، مرورا بالمسيح عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم، والزعماء والقادة والأباطرة الرومان، وبعض سلاطين الدولة العثمانية، كما كتب هوجو قصيدة Le cèdre وأهداها إلى عمر ابن الخطاب، وتحدث عنه باعتباره صحابيا من صحابة النبى صلى الله عليه وسلم.
ويذهب الكثير من الكتاب والمفكرين المسلمين إلى أن شاعر فرنسا العظيم "فيكتور هوجو" قد دخل الإسلام فى أواخر حياته وسمى نفسه "أبو بكر هوجو"، معتمدين على القصائد التى كتبها فى مدح النبى محمد، وعلى أن المركز الوطنى للأبحاث العلمية الفرنسى حذف كل قصائد "هوجو" من على موقعه الإليكترونى.