ما زال لغز وفاة سعاد حسنى يبحث عن حل، ليبقى سؤال «هل انتحرت السندريلا أم قُتلت؟» يحير الملايين من عشاق فنها فى كل أنحاء العالم ومن كل الأجيال،
ومنذ وفاة السندريلا فى 21 يونيو من عام 2001 بعد سقوطها من شقة صديقتها نادية يسرى بمبنى ستيوارت تاور فى لندن، اشتعل الجدل والخلاف الذى لم يتم حسمه حول ما إذا كانت السندريلا وصلت إلى درجة من درجات الاكتئاب دفعتها للتخلص من حياتها أم أن هناك أسبابا غامضة دفعت جهة أو أشخاص لقتلها، ومضى كل فريق يسوق بعض الأدلة والشواهد لتأكيد وجهة نظره دون أن يتم حسم هذا الخلاف.
وبعيدا عن الميل نحو تأكيد أو نفى أى وجهى نظر من الوجهتين نعرض فى هذا التقرير مفاجأة تؤكد أن السندريلا كانت تخشى من أن تلقى مصير "مارلين مونرو" فنانة الإغراء العالمية، التى انتهت حياتها بصورة غامضة وأيضا ثار الجدل حول وفاتها أو انتحارها، ووجود من لهم مصلحة فى قتلها.
ففى عدد قديم من مجلة الموعد صدر عام 1964، وتصدرت غلافه صورة السندريلا، جاء عنوان الموضوع الرئيسى للعدد "نيران الصيف تحرق جسد سعاد حسنى حتى لا تنتحر كمارلين مونرو".
وفى هذا العدد أكدت المجلة أن السندريلا فاجأت كل الصحفيين الذين استعدوا لتصويرها مجموعة من الصور المثيرة، وهى ترتدى المايوه استعدادا لموضوعات الصيف، باعتذارها ورفضها لارتداء المايوه أو الشورت، وإصرارها على ألا يتم تصويرها إلا بملابسها الكاملة التى لا تظهر مفاتن الصدر والساق، وكانت سعاد حسنى تعلم أن هذا الإصرار سيجعل صورها لا تحتل أغلفة المجلات والصفحات الملونة كالعادة، وكانت الكثير من هذه الأغلفة حملت من قبل صورا متنوعة للسندريلا بالمايوه والشورت، خاصة أثناء وبعد فيلمها "الساحرة الصغيرة" مع رشدى أباظة والذى كان يحوى العديد من مشاهد الإغراء، وكانت تقول إن هذا الدور من أحب الأدوار إليها.
وقالت السندريلا للصحفيين والمصورين ضاحكة: "أمامكم وجهى التقطوا ما شئتم من صور، إن فى عينى سحر يفوق سحر صدرى وساقى".
وفسرت سعاد حسنى هذا الموقف لعدد من أصدقائها مؤكدة أنها عندما مثلت دورها فى فيلم الساحرة الصغيرة كان واقع القصة يفرض عليها أن تظهر بصورة الشابة المرحة المتفتحة التى ترتدى ما يروق لها من ملابس، وليس لأنها تحب أن تبرز مفاتنها وتظهرها دائما.
وأضافت السندريلا أنها فوجئت بأن كل المخرجين بعدها أصبحوا يطلبون منها أن تعطى للكاميرا ما سبق وأعطته فى فيلم الساحرة الصغيرة حتى لو كان الموقف لا يتطلب ذلك، ولكن المخرجين أرادوا استغلال مفاتنها لإثارة المراهقين، ودفعهم للتسابق إلى شباك التذاكر، وهو ما أحزنها؛ لأنهم لا يهتمون بقدرتها على الإبداع والتمثيل بقدر ما يهمهم استغلال جسدها.
ووقتها كانت سعاد حسنى تقرأ كثيرا عن قصة مصرع سمكة هوليوود "مارلين مونرو"، وتتابع كل ما ينشر عن نهاية حياتها، وخرجت بتحليل عميق عن السبب الذى دفع مارلين مونرو للانتحار، مفضلة الموت على أن تعيش فى مجتمع لا يقيم لها وزنا كإنسانة، وكل ما يهمه منها أنها مثيرة ذات مفاتن تغرى الرجال.
وأشارت السندريلا إلى أنها خلصت إلى نتيجة مفادها أن مارلين مونرو لم تتناول الحبوب المنومة إلا بعد أن يئست من التحرر من أدوار الإغراء التى كانت هوليود تفرضها عليها، رغم أنها حاولت مرارا أن تقنع صناع السينما بأنها فنانة لديها طاقات فنية كبيرة يمكن استغلالها، ولكنهم أصروا على حصرها فى أدوار الإثارة والإغراء، وهو ما جعلها تشعر بالعقد النفسية لإجبارها على السير فى هذا الاتجاه حتى ضاقت الدنيا فى وجهها فقررت أن تنام للأبد.
وأكدت سعاد حسنى أنها لا تريد أن تنتهى حياتها كما انتهت حياة مارلين مونرو، مؤكدة أنها أسدلت الستار على أدوار الإغراء، وفضلت أن يحترق جسدها فى الصيف تحت ملابس الوقار من أن تكشف عن الصدر والساق للعيون الجائعة.
وخلال هذه الفترة مزقت السندريلا الكثير من السيناريوهات، واعتذرت عن تمثيل العديد من الأدوار؛ لأنها أرادت أن يتحدث الناس عن مواهبها الفنية وقوة شخصيتها التمثيلية، وامتنعت عن التصوير للمجلات بالمايوه والملابس الساخنة حتى أن مجلة الموعد التى نشرت الموضوع وضعت على غلافها صورة للسندريلا ترتدى فستانا وقبعة، وقضت سعاد حسنى الصيف دون أن ترتدى المايوه، وصممت زيا خاصا للصيف عبارة عن فستان واسع بلا أكمام وفوق رأسها قبعة ملونة، وفضلت أن تجلس على حمام سباحة الهيلتون تتصفح المجلات.
هكذا خافت السندريلا من مصير مارلين مونرو، وحاولت تجنبه، ورغم ذلك تشابهت نهايتها ولغز موتها مع سمكة هوليود التى تأرجح الحديث بشأن مصرعها بين الانتحار والقتل.