قال الفنان جمال سليمان، إن حديثه فى السياسة كان ضروريًّا؛ لأن هناك وطنا يحترق، وينهار وواجبه كمواطن إطفاء هذه النار، واعترف قائلا: "خسرت كتير من الكلام فى السياسة، بس كسبت برضه إنى كل لما ببص على نفسى فى المرايا بكون منسجم مع نفسى، وكسبت احترام نفس واحترام الناس فى سوريا".
وأضاف سليمان، فى حوار ببرنامج "شيخ الحارة والجريئة" مع المخرجة إيناس الدغيدى، أنه لم يتدخل فى السياسة برغبته، ولكن النظام الحاكم فى سوريا خيّرهم كفنانين بطريقة مباشرة إما أن يكونوا مع النظام أو ضده، مضيفا: "خُيرنا مباشرة من قبل النظام أما تبقوا معانا أو تبقوا أعداءنا وخصومنا، ومكنش فى فرصة الحياد ومكنش حد يقدر يقول أنا مليش فى السياسة وكان عليا ضغوط".
وتابع: "أنا عمرى ما كنت مع النظام، ولم أكن أيضا مُعاديا للنظام أو معارض، ولا شك أن بشار الأسد حينما تولى مكان أبيه تعرفت عليه شخصيا، وكان عندنا أمل ينقذ سوريا، ويكون فيها احترام لسيادة القانون، ولكن الآن مفيش أمل فى النظام وسوريا تحطمت".
كما أقر جمال سليمان، أنه حال عودته لسوريا للمشاركة فى أعمال درامية سيتعرض للسجن من قبل النظام الحاكم، قائلا: "بتمر عليا لحظات تعب والإحباط الشديد والخوف من أن كل شىء يروح فى الهوا والتضحيات، ولكن عندى جهاز مناعة كويس بيقوينى على الاستمرار".
وأكد أنه سيعود سوريا يوما ما مع السوريين فى دولة مختلفة محترمين وأحرار فى بلد ديمقراطى، مضيفا: "لو رحت سوريا عشان أشارك فى أعمال درامية مصيرى هيكون السجن، ولكن إن شاء الله هنرجع سوريا، ومش هتسجن وهنرجع سوريا مواطنين سادة محترمين أحرار فى بلد ديمقراطية".
وأوضح الفنان السورى جمال سليمان، أنه من أنصار رفع شعار سوريا لكل السوريين على اختلاف الانتماءات الدينية والسياسية، وأن تكون دولة لا توجد فيها نظام شمولى سواء إسلامية أو علمانية ولا يوجد بها استبداد.
كما كشف عن تلقيه تهديدات منذ بداية حديثه عن الأزمة السورية، وكان له آراء إصلاحية وقتها تدعو للحوار والإصلاح، قائلا: "اتهددت لما بدأت أقول آرائى الإصلاحية، واتهددت من شخصية كبيرة، وأرسلوا قالوا لى لو مش خايف على نفسك خاف على ابنك الصغير، والشخصية كانت أمنية، وبعدها مشيت، ومن وقتها أنا وأسرتى فى مصر".
وأقر أنه وزوجته يدخلان فى مشاحنات كثيرة؛ بسبب آرائه السياسية، متابعا: "زوجتى مثل كل السوريين تتمنى أن يحصل تغير وإصلاح عندها نقد ضد النظام، وتؤمن بأن النظام مقصر فى الحوار، ولكنها ليست شديدة الإعجاب بالمعارضة وبنقعد نتكلم وبتتخانق معايا عشان اتكلمت فى السياسة".
وأشار إلى أن بعض الفنانين والصحفيين عارضوا وجود ممثلين سوريين يؤدون الأدوار الصعيدية حين تواجده فى مصر، مؤكدا وجود اعتراض من البعض، ومنهم الفنان الكبير أحمد ماهر، ولكن رموز الوسط الفنى، أمثال عادل إمام ويحيى الفخرانى والراحل نور الشريف تحدثوا عن أن هذا الوضع منطقى.