مثل الأساسات التى يعتمد عليها البناء فتمنحه القوة والبقاء كان وجود عدد من كبار أسطوات التمثيل من النجوم المخضرمين لافتاً فى الأعمال الدرامية هذا العام فى رمضان، كل منهم يمثل ركيزة فى العمل الفنى بخبرته وأدائه وحضوره الذى لا يقل أهمية عن حضور نجوم الصف الأول من أبطال العمل الذين توضع أسماؤهم فى بداية التترات، عمالقة بحجم إنعام سالوسة وسوسن بدر وحسن حسنى ورياض الخولى وأحمد خليل وعبدالعزيز مخيون وسلوى عثمان وأحلام الجريتلى وعهدى صادق وصفاء الطوخى وأحمد فؤاد سيلم وعمرو عبدالجليل، هؤلاء النجوم الذين أضافوا للأعمال الفنية ومنحوها من روحهم المبدعة وأدائهم الرصين قبس من نور العصر الذهبى للدراما، وأبدع كل منهم فى دوره كعادته وكان كقطعة الماس التى تزداد بريقاً ولمعاناً كلما مر عليها الوقت.
بعض هؤلاء الأسطوات شارك فى أكثر من عمل، ومع اختلاف الدور أبدع كعادته ومنهم نفرتيتى الفن الفنانة الكبيرة سوسن بدر التى شاركت فى مسلسل النهاية ومسلسل ونحب تانى ليه، أما المبدعة دائما إنعام سالوسة فتألقت كعادتها فى كل أدوارها وهى تجسد دور أم الشهيد المجند عبدالله الفلاحة المصرية الأصيلة فى مسلسل "الاختيار"، وأم حسن فى مسلسل "الفتوة"، وكذلك أبدعت الفنانة الكبيرة أحلام الجريتلى فى دور زوجة الأب فى "البرنس"، والمعددة فى "الفتوة".
وأثبتت الفنانة الكبيرة سلوى عثمان كعادتها أنها إحدى كبار اسطوات الفن فى مشهد لفت أنظار الجميع وأبكاهم فى مسلسل "البرنس"، وأبدع الرائع عبدالعزيز مخيون فى دور الأب فى نفس المسلسل، أما الكبيران أحمد خليل ورياض الخولى فهما من أكبر وحوش التمثيل وفتواته وكانت المشاهد التى جمعتها فى مسلسل الفتوة مباريات فنية ممتعة لقامتين من قامات التمثيل.
وكالعادة تميز الفنان الكبير أحمد فؤاد سليم بأدائه الرصين وإبداعه الهادئ الطبيعى المقنع مجسدا شخصية والد الشهيد المنسى فى مسلسل "الاختيار"، مؤكدا أن لديه المزيد من القدرات الفنية التى يفصح عنها فى كل عمل ودور يؤديه.
أما الفنان الكبير عهدى صادق فكان حضوره مميزا فى مسلسل "الفتوة"، وكأنه جاء ليضيف للعمل قبس من العصر الذهبى للدراما الذى كان فيه أحد العناصر المشتركة فى كل روائع المسلسلات ومنها ليالى الحلمية وأرابيسك وأميرة فى عابدين والمصراوية وزيزينيا وغيرها، وليؤكد دائما أنه يحمل طاقات فنية جبارة يعلن عنها فى كل مشهد يطل فيه ليمنح العمل الفنى قيمة وثقلا ومتعة وإبداعاً.
ومع كل عمل يتجدد تألق المبدع عمرو عبدالجليل الذى يتشرب كل شخصية يؤديها ويجبرك على تصديقه بسهولة ويسر دون انفعال زائد، سواء كان يجسد الشر أو الخير، ويمثل وجوده فى مسلسل النهاية أحد الركائز الهامة لنجاح العمل ويتطلع المشاهد لكل مشهد يظهر فيه النجم المحبوب ليستمتع بأدائه العبقرى وموهبته الفذة.
ورغم مشاهدها القليلة فى مسلسل الاختيار إلا أن الفنانة الكبيرة ماجدة منير أبدعت فى أدائها لشخصية أم الإرهابى واستطاعت حتى فى المشاهد التى كان الحوار فيها قليلا أن تجسد بنظرات عينيها وتعبيرات وجهها أصدق المشاعر وأصعبها، وأن تجمع بين الضعف والقوة، الخوف على ابنها الارهابى والغضب المكتوم مما يفعله، الحيرة بين الشعور بالعرفان للضابط والجندى والقلق والخجل من أن يستشهد أى منهم على يد فلذة كبدها أو أن يقتل ابنها على أيديهم، مشاعر صعبة ومتناقضة جسدتها فنانة مخضرمة قديرة باحترافية تؤكد أن ماجدة منير تستحق مساحة ومكانة أكبر بكثير فى أعمال قادمة.
أما المبدع رشدى الشامى فيكفى أن تعطيه مساحة أو عدد قليل من الكلمات كى يمنحك أداء وإبداع يظل عالقا فى ذهنك دائماً وليس هذا بغريب على فنان مسرحى مخضرم يتقن فن الأداء، وهكذا فعل عندما جسد شخصية الشيخ حسان فى مسلسل الاختيار، حتى تكاد تشعر بجوعه وعطشه وهو يتحدث قبل استشهاده على يد التكفيرين بثبات وقوة تعبر عنها ملامح وجهه ونظرات عينيه.