زوجة الشهيد دور تمنيت تقديمه منذ سنوات وفكرة المسلسل قائمة على أن الانسان القوى قادر على تخطى أى محنة والضعيف تهزمه الأزمات
أقدر الممثل الشاطر وأحترمه.. وأنا من أشد المعجبين بخالد الصاوى لأنه تلقائى وطبيعى ويقدم اللا متوقع
مسلسل "الاختيار" بمثابة الصرخة وأخرج كل ما كنا نكتمه فى قلوبنا.. ونحن جيل عشنا كوارث وحروب وزلازل وثورات وإخوان وارهاب وكورونا
على شاشة رمضان هذا العام، تظهر النجمة صابرين بشخصية "رقية" من خلال مسلسل "ليالينا 80" الذى يحمل طابعاً مختلفاً، حيث تدور أحداثه فى فترة الثمانينات.. صابرين لم تترد فى قبول شخصية "رقية" زوجة الشهيد التى تعيش فى حارة وتربى أولادها بعد وفاة زوجها رغم الصعوبات والظروف الصعبة التى مرت بها، خاصة وأنها تمنت تقديم هذه النوعية منذ فترة، كما أنها وجدت فيها العديد من التفاصيل التى تفضلها فى أدوارها.
صابرين تسترجع فى حوارها مع "عين" العديد من ذكرياتها ومواقف شاهدتها فى حياتها لتكون مرجعا لها أثناء تجسيد الشخصية فرغم أنها كانت صغيرة فى الثمانينات إلا أنها مازالت تتذكر أموراً وجدتها أمامها فى المسلسل، كما كشفت عن الدافع الذى جعلها تقدم هذا العمل وما تعرفه عن هذه الحقبة الزمنية والمشاهد التى استرجعت فيها مواقف حقيقة وأمور أخرى حول العمل، كما تحدثت عن دراما رمضان وتقييمها لها وأبدت رأيها فى مسلسل "الاختيار" وتطرقت كذلك لأزمة كورونا.. وإلى نص الحوار:
كيف جاء اختيارك لدورك فى مسلسل "ليالينا 80" المعروض فى شهر رمضان الجارى؟
البداية بجلسة جمعتنى مع حسام شوقى المشرف العام على الانتاج فى شركة سينرجى، للحديث عن خطة رمضان، وكانت النية لتقديم عمل من بطولتي، وبدأنا فى البحث عن نصوص وخلال هذا الوقت ظهر مشروع "ليالينا"، ورأى المخرج أحمد صالح والمؤلف أحمد عبد الفتاح أن دور "رقية" متعملوش غير صابرين، وبعد الانتهاء من كتابة 15 حلقة، كان يهمنى جدا البطل الرابع الذى يجسد "جلال أرسطو" حتى يكتمل الرباعى بعدما تم التعاقد مع اياد نصار وغادة عادل.
وما الذى وجدتيه فى دور "رقية" جاذباً لتقديمه خاصة وأنها لشخصية زوجة شهيد حرب؟
بمجرد قراءتى لشخصية "رقية" انبهرت بها ولمعت عيني، لأكثر من سبب، أولا هى زوجة شهيد، وكنت أتمنى تقديم هذا الدور منذ سنوات والفكرة أصبحت تناغش قلبى حاليا، من خلال تناول فكرة كيف تُكمل زوجة الشهيد المسيرة من بعده، وكم من زوجة شهيد ربت أبنائها أفضل تربية وقدمت للمجتمع أجيالا وأجيال.. كما نريد اظهار أن زوجة الشهيد موجودة فى مجتمعنا طوال الوقت وليست فى وقتنا هذا فقط بعدما أصبح وجودها غير مرتبط بوجود حرب كالحروب القديمة، فى ظل انتشار العمليات الإرهابية فى الفترة الأخيرة.
صابرين
وما هى الفكرة الرئيسية التى يريد مسلسل "ليالينا 80" توصيلها؟
حقيقة أحمد عبد الفتاح كتب ملحمة متميزة ما بين الحارة الحلوة التي وحشتنا، وبين الناس الأغنياء، وحسيت أن الموضوع قائم على أن الإنسان القوى قادر على أي محنة والضعيف تهزمه هذه المحنة، فهناك من يبحث عن تربية أولاده وآخر يتطلع لمستوى مادي أعلى، والاثنين يندرجان تحت مسمى الطبقة المتوسطة، ولكن كل واحد يبحث عن ماذا؟، فهناك من يجرى وراء تربية أبنائه في الحارة، وهناك أيضا من يبحث عن الأموال.
ولكن توقع بعض الجمهور فى البداية أن يكون "ليالينا 80" مسلسلاً سياسياً مع اعتماد البرومو على مشهد اغتيال الرئيس السابق محمد أنور السادات؟
"ليالينا 80"عمل اجتماعي بحت، ومشهد اغتيال السادات له مغزى كبير، فهو الحدث الذى ترتب عليه شكل المجتمع فى الثمانينات وهذا ما تناوله فى "ليالينا"، كيف تغير المجتمع؟ بداية ظهور الإرهاب؟ شكل الأسر الكادحة كيف أصبح؟ وسفر الناس للخليج لتأمين حياتها المادية، والحقيقة أن الثمانيات فترة مربكة، فبعد وفاة السادات الكل بدأ ينتظر ماذا سيحدث، و هل سندخل حربا ثانية؟ وما موقف المصانع ووضع الاقتصاد، وعلى مدار سنوات الكل أصبح يجرى وراء لقمة العيش فقط، ولذك كانت فترة ليست لها ملامح.
شخصية "رقية" تتعرض للصدمات فى حياتها مع وضعها الاجتماعي البسيط ومع ذلك قوية فكيف فكرت فيها بعد قراءة السيناريو؟
فكرت أن دوري ميتمثلش، ونظرت له كأنني أكلم رقية وأقول لها "انتى متتمثليش يا ست انتى ولكن تتحسى"، بمعنى تتحس وتقول مفرداتها من داخلها لدرجة أنى كنت استأذن أحمد عبد الفتاح في مشاهد وأقول هو ممكن رقية تقول كذا أو نختم المشهد بهذه الجملة مثلاً، وأنا في النهاية أم ومؤكد لدى القدرة على التعامل مع المواقف بأحاسيس طبيعية بعيدة عن السيناريو، فشخصية رقية تبدو قوية في مواجهة الصدمات ولكن ضعيفة داخلها ضعيف.
اسم "ليالينا 80" وأحداثه تعطينا احتمالية تقديم أكثر جزء مع استكمال الفترات الزمنية اللاحقة فما حقيقة ذلك؟
بخصوص الاسم نفسه فـ "ليالينا" لمسنى جداً ولأنى تذكرت "ليالي الحلمية" وأيضاً "أهالينا"، فالاثنين يأتون على وتيرة موجعة، وحضر في ذهني الأهل والأسرة والعائلة واسم أسامة انور عكاشة، أما مسألة تقديم أكثر من جزء فتحدثنا فى البداية عن عمل 3 أجزاء ولكن ننتظر رد فعل الجمهور على 80 أولاُ، فلا يصح أن تقدم جزء ثانى من العمل إلا عندما تكون الناس أحبت هذه الحالة، كما أؤمن باستحالة يكون عمل لم ينجح ونقدم له جزء ثانى يعنى جزء ثانى وثالث فكل الأمور متوقفة على "ليالينا 80"
وهل سهلت معايشتك لمرحلة الثمانينات التعامل مع أحداث هذه الفترة الزمنية فى المسلسل؟
كنت طفلة صغيرة فى هذه الفترة لم أعشها بادراك كامل للأمور، وأنا فى الأساس من عابدين، وشفت الحارة وأهلها الجدعان والراجل بتاع الورشة والراجل بتاع الفرن، وشفت أهل الحارة يساعدون بعضهم فى الشدائد، وأتذكر أحد المشاهد عندما جمع أهل الحارة مبلغ لإعطائه لى من أجل تركيب قدم صناعية لابنى، لاحظت ارتعاش ايدى أثناء تسلم الفلوس؟ لأن "رقية" كانت مكسورة من داخلها فأنا شاهدت كل هذا فى حياتى، ومن الجيد أن يعيش الممثل المواقف نفسها فى الحقيقة، لأن ذلك يجعله يستحضر هذه المواقف فى التصوير خلال المشاهد المشابهة.
معنى ذلك أن هناك مواقف حقيقية استحضرتيها أثناء تصوير مشهد مشابه فى المسلسل؟
بالفعل ففى المشهد الذى قدمته "رقية" فى الحلقة الثانية بعدما تعرض ابنها لحادث، وذهبت إلى المستشفى للسؤال عليه وأنها تريد رؤيته ولا يخبروها بمكانه وظلت تخبط وتضرب على مكتب الاستقبال حتى يدخلوها لابنها، استحضرت فيها نفس المشهد قامت به أمى بعدما تعرضت لحادث وأنا صغيرة، لأنى متذكرة جيداً أن أهلى حكوا لى هذا الموقف كثيراً، فمؤكد تمر فى حياتك بمواقف تفيدك فى الأعمال التى تقدمها.
ألم تشعري أن المسلسل يذهب لمخاطبة جمهور معين؟
نحن نختلف عن كل المسلسلات هذا العام، ففى "ليالينا" الجمهور لا ينتظر قتل أو انتقام أو من الذى سيكسب الصراع؟ وهذا موجود فى كل الأعمال الموجودة حولنا وهذا طبيعي فهذه التيمات يعتاد عليها الجمهور بل ويفضلها كذلك، انما نحن نقدم عملاً هادئا، مريحا للأعصاب، تبحث فيه عن من يتصالح مع من؟ ومن يطبطب على من فى محنته؟ ونعتمد على تناول تفاصيل حياتية لناس تعيش معهم ويدخلوك فى وسطهم.
ما المغزى من الاستعانة بأغنية وردة فى التتر وكذلك هانى مهنى لوضع الموسيقى التصويرية؟
أرى أن أغنية وردة تسحب الشخص، أشعرتنى أن العمل مختلف وبه روقان بال، وفى زمن آخر، أنا بكيت على "ليالينا" وتهنا كلنا مع كرورنا ومع الناس بقت وحشة اوى مع بعض ، ولو نظرنا إلى كلام "والله وجيتى علينا يا دنيا" فهذا حقيقة أن الدنيا جت علينا كلنا، لأننا جيل تعبنا أوى، فهذه الجملة "ضربتنى بالأم وقلت أي"، إحنا جيل عشنا كوارث وحروب وزلازل وثورات وإخوان وارهاب وكورونا، شفنا حاجات كتيرة أوى، من أول شاب عنده 25 حتى 50 سنة، أما الموسيقى التصويرية عبقرية وأحيى هانى مهنى بشكل غير عادى لأنه يجعلنى أبكى قبل رؤية المشهد، فعندما تنزل المزيكا بتاعته بتاخد قلبى، وهو الحقيقة ملك هذه المرحلة.
شكرت شركة سينرجى على اختياراتها لأبطال "ليالينا 80" فإلي أي مدى ارتاحت صابرين مع الممثلين أمامها؟
هذه الأمور تفرق كثيراً وأنا أقدر الممثل الشاطر وأحترمه، وكان يهمنى الفنان الذى يجسد شخصية "جلال أرسطو" لأن معظم مشاهدى معه، وسعدت جداً باختيار خالد الصاوى، فنحن لم نتقابل فى عمل منذ "أم كلثوم"، وأنا من أشد المعجبين به، فهو ممثل تلقائى وطبيعى، فأحب الممثل الذى يفاجئك فى المشهد، ويقدم اللامتوقع ويقطع الكلام ويقول كلام، فكنت بمثل قدام الصاوى وانا فرحانة، والحقيقة هو قدم الشخصية بعبقرية شديدة جدا.
بعد زينب الغزالى فى "الجماعة 2" والأم الكوميدية فى فكرة بمليون جنيه تعودين مرة أخرى للأدوار الجادة فى ليالينا فكيف تسير خطتك فى العمل؟
لا توجد لدى خطة معنية، اعتبر هذا اختلافا وتنوعا بالنسبة لى، وأقول ممكن حظى كويس وبشكر ربنا وبعتبر هذا من الحاجات التى كنت محظوظة فيها، لأن كل دور أدخله أقدمه بدون هزار، وأنا بحب التمثيل وبقدر مهنتى وبغير عليها، ومبحبش مشهد يطلع منى بدون مجهود، وأعاقب نفسى دائماً وضميرى حى جداً فى هذه المهنة، لأن التمثيل هو الشىء الوحيد الذى أقدمه بحب والحمد لله ربنا أعطانى فيه موهبة، وأحاول الاجتهاد حتى لو مشهد واحد فى الحلقة فلابد من تقديمه جيداً دون النظر للكم أو شكلى حلو أو وحش فهذه ليست مفرداتى.
ما تقييمك لموسم دراما رمضان هذا العام فى ظل الظروف التى تعيشها البلد؟
حقيقى أرى تنوعا ومجهودا كبيرا فى المسلسلات المعروضة هذا العام، ولابد من تقديم الشكر لكل شخص مر أمام الكاميرا فى هذه الظروف، ولكن بالنسبة للأعمال الكوميدية أرى أن الناس كانت تنتظر أكثر من ذلك منها، إلا أننى التمس لهم العذر، لأنى أدرك جيداً أن أصعب التمثيل هو الكوميدي، وفى ظل الظروف التى نمر بها كان من الصعب تقديم عمل كوميدى بشكل عظيم ورغم ذلك معجبة بمسلسل ب 100 وش.
بالحديث عن مسلسلات رمضان.. كيف ترين مسلسل "الاختيار" فى ظل حديث الكل عنه هذا العام؟
مسلسل "الاختيار" هو الصرخة التى لم نستطع إطلاقها، فبمجرد عرضه صرخنا كلنا فى نفس الوقت، فقد جعلنا "الاختيار" نصرخ ونأخذ نفسنا، أخذ بثأر شعب مصر، وأخرج كل ما كنا نكتمه فى قلوبنا، أحرص على مشاهدته ومعجبة به وأرى أنه جعلنا نشاهد كيف تقوم العمليات الإرهابية ، ورد أبطالنا عليهم، فكلنا كنا نشاهد هذه الأحداث فى النشرة الاخبارية فقط وكلن فى المسلسل نرى كيف قامت هذه العملية ومن الذين قاموا بها، فالحدث الحقيقى الذى رأيناه فى الأخبار أشاهده حالياً اتصنع ازاى وهذه عظمة المسلسل.
وهل تؤيدين استمرار تقديم هذه النوعية من الأعمال؟
طبعاً، وبعد الحادث الإرهابى الأخير، قلت لابد من تقديم "الاختيار 2" و"الاختيار3" ليكون هناك طوال العام مسلسل لكل شهيد فهذا يجعل الارهابين يموتنون خوفاً، فمن الجيد الإكثار من هذه النوعية من المسلسلات ولكن تكون بها دراما أكبر، ونعرض قصص هؤلاء الأبطال من بيوتهم وأهاليهم وجيرانهم والشارع الذى يعيش فيه، دون الاقتصار على بطل العمل فقط.
ننتقل إلى كورونا.. كيف تتعايشين مع أزمة انتشار الفيروس؟
لن أكذب فنجن مرعوبين منها لكن أقول " وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم "، فمع ظهور كورونا، الأوزون ينغلق ونسبة التلوث تصل لـ0 % والشوارع تصبح نظيفة والحياة الاجتماعية تعود بشكل أكبر، والإحساس بالناس أصبح أقوى، فهناك تغيرات كثيرة فى انفسنا، بقينا أحن على بعض من الماضى، أهم شيء أن نحول المحنة إلى منحة.
ولكنل هل الخوف والرعب من الفيروس جعلك تقومين بأمور اضطرارية فى حياتك ومع عائلتك؟
أقوم بكل الاجراءات الاحترازية، ولكن كما تقول الآية القرآنية " قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا"، فأنا مؤمنة أن الموت جنبى بعد دقيقة ببقى مطلعة النفس مش عارفة هيدخل تانى ولا لأ، ولكن لابد أن نقوم بكل الاجراءات الوقائية كما ينبغنى، أشترى كل متطلباتى من السوبر ماركت بالتليفون، كما نصلي جماعة بالمنزل فى رمضان، فهناك أمور مختلفة هذا العام وأمور اختفت.