"النهاية" تناول أحداثاً افتراضية منطقية فى المسقبل والأطفال أحبوا المسلسل واعتبرونا شخصيات كارتونية
يوسف الشريف نجم استثنائى يعطى مساحة لكل من حوله وأشعر معه أن مجهودى سيتم تقديره
ياسر سامى رسم لنا كل شىء قبل بدء التصوير والجمهور تفاعل معنا أسرع مما تخيلت
لابد من رفع القبعة لتجربة "النهاية" ونقول شكراً لفتح مجال للإبداع وبداية لنوع جديد
تعد سهر الصايغ من الفنانات الموهوبات والقادمات بقوة لتكون لها شأن كبير على الساحة الفنية، خاصة خطفها الدائم للأنظار فى الأدوار التى تقدمها، وفى هذا العام قدمت سهر واحداً من أهم وأصعب أدوارها فى مسلسل "النهاية" مع النجم يوسف الشرف لاسيما مع طبيعة العمل التى تعتمد على الخيال العلمى، وتفاصيل شخصيتها والتى تعتمد كثيراً على السيكو داراما والتحولات، وتحدثت سهر فى حوارها مع "عين" عن كواليس العمل ورؤيتها له وأول ما بدر بذهنا بعد قراءة السيناريو وأجابت على أمور كثيرة فى الحوار التالى.
كيف جاءت مشاركتك فى مسلسل "النهاية" أول عمل خيال علمى فى مصر؟
حقيقة أنا سمعت عن المسلسل قبل ترشيحى فيه، وبمجرد ما كلمنى القائمون عليه سعدت جداً، لأنى أعرف جيداً أنه عندما يجتمع يوسف الشريف وعمرو سمير عاطف سيقدمون عمل مختلف "دماغهم فلكية"، كما أنى أعرف أن "النهاية" تدور أحداثه فى اطار خيال علمى وهذا شىء جذاب لى لأنى أبحث عن المختلف فى كل عام فما بالك بعمل يقدم للمرة الأولى فى الدراما.
ماذا جاء فى ذهنك بعد تشريحك للمسلسل؟
عندما جاءنى السيناريو كنت طايرة من السعادة، ووجدته مطمئنا جداً، ورغم أنه خيال علمى ولكن به دراما وشخصيات حقيقية، يتناول أحداث تلمس الجمهور وليست بعيدة عنهم، إضافة إلى أن الدور نفسه أحببته جداً ووجدته من أهم الأدوار فى المسلسل بل من أهم أدواى فى مشوارى، فالشخصية مكتوبة بشكل بديع ومخدومة درامياً ولها مرجعيات فى الأحداث.
كيف تعاملتم مع العالم الافتراضى والأدوات الغريبة التى استخدموها فى الأحداث؟
كان معنا مخرج عبقرى بجد اسمه ياسر سامى، وهو بالنسة لى اكتشاف، فقد اجتمع بنا قبل ما يتحدث مع أى أحد عن دوره، وقال "بصوا يا جماعة احنا هنتعامل فى المستقبل ومفيش حد فيكوا عارف ايه اللى هبقى موجود فيه وشافه قبل كدا، بس احنا عاوزين نقعد مع بعض ونعمل أكثر من بروفة حتى نتعامل مع المستقبل وكأنه شىء عادى، وعرض علينا كل الأدوات المرايات والشاشات والتكنولوجيا التى استخدمناها فى العمل.
كيف عرض كل الأدوات عليكم فى البروفات!؟
ياسر سامى كان راسم كل شىء قبل بدء البروفات وشاهدنا كل ذلك فى جلسته معنا ومسكناها بأيدينا، وطلب منا أن نتعامل مع كل هذه الأدوات بشكل طبيعى وأن نجرب نفسنا معها، كما طلب ألا ننشغل عن التمثيل والدراما لكوننا فى عالم افتراضى مختلف، وأنه يريد منا أن يكون هذا العالم بالنسبة لنا شىء عادى مثل حياتنا اليومية وأن نصدقه حتى يصدقنا المشاهد.
سهر الصايغ فى النهاية
إلى أى مدى تخيلتهم أن يتقبل الجمهور الفكرة المطروحة فى المسلسل؟
كنا قلقين بشكل رهيب طوال الوقت، لأنه لا يوجد شك أن العمل نوعية جديدة لم تقدم سابقاً، اضافة إلى أن كل شىء فيه غريب ومغير معتاد على المشاهد، من مصطلحات وملابس وتكنولوجيا وأماكن تصوير وروبوت وغيرها، وبالنسبة لنا فنحن بدأنا التصوير من فترة طويلة واعتدنا على هذه الأشياء، ولكن كان الخوف من الاحتكاك مع الجمهور، وماذا سيحدث، وهذا ما كان يجعل ياسر سامى يؤكد لنا حرصة على وجود دراما حتى نكون قريبين من الناس لأنهم اذا صدقونا سيكموا معنا المسلسل ويكونوا معتادون عليه، حتى جاء البرومو وزرع الاطمئنان فى قلوبنا بعد النجاح الكبير الذى حققه.
وبالنسبة لكى كـ سهر الصايغ كيف رأيت الموضوع؟
لن أخفى أنى كنت خائفة وجمدت قلبى وقلت أخد المغامرة، رغم أن العام الماضى لم يتفق معى الكثير من المشاهدين فى تقديمى الكوميديا فى "فكرة بمليون جنيه"، ولكنى أريد وضع نفسى فى قوالب مختلفة، وإما أن يوفقنى الله أو لا أتوفق وهذا طبيعى وسنة الحياة، انما مسألة الخيال العلمى خفت منه وخفت أكثر من الدور لأنه محرك للأحداث بشكل رهيب فهذا فى حد ذاته كان حمل عليّ، لأن مشتركة فى جزء كبير من مسؤولية مصداقية العمل وتصديق المشاهد.
بعد الحلقات الأولى شعرت الناس مستغربة أو مش فاهمة أو تعليقات غريبة؟
الناس فعلاً لم تكن تفهم الأحداث فى الحلقة الأولى ولكنهم أكملوا لأن لديهم ثقة كبيرة فى أفكار يوسف وعمرو سمير عاطف، والحقيقة أن ياسر سامى قدم ابهار فى العمل، كما أن الدراما فى العمل جعلت الجمهور يشاهده، ولكن المفاجأة هو تفاعل الناس مع الموضوع أسرع مما تخيلت، فكنت معتقدة أنهم سيكونوا معنا متفهمين كل شىء من الحلقة السابعة ولكن من التالتة بدأوا يفهموا ويندمجوا ويتوقعوا.
ألم يأت فى أذهانكم أن الموضوع ممكن أن يكون أكبر من تفكيرة عدد كبير من الجمهور؟
إطلاقاً لأن عمرو سمير عاطف كتب أشياء قريبة من الناس فى نفس الوقت، فتجد صباح بنت غلبانة لم تستطع الزواج من الذى أحبته ومرت بمآسى فى حياتها، وأيضاً زين ورضوى من أى زوجين حياتهم كادحة ويبحثان عن حياة أفضل، وكان لابد من خلق حالة تفاعل للجمهور مع الشخصيات فيحبها البعض والعكس صحيح، وبالفعل حدث ذلك والغريب أن الأطفال أحبوا المسلسل جداً واعتبرونا شخصيات كارتونية بالنسبة ليهم وتفاعلوا معهم وهذا أمر جيداً.
هل ترين أن التكنولوجيا المستخدمة فى المسلسل قابلة للتحقيق أم أنها مجرد حالة افتراضية؟
الموضوع ليس صعباً لهذه الدرجة، بالفعل نتحدث نتكلم فى مستقبل ولكنى أرى أن المسلسل ليس غريباً بالشكل الكبير، فمثلا "اى سى" هذه بديل الفلوس والحقيقة نتجه إلى ذلك بشكل أو بآخر، لأن حالياً كل شىء يسير بالكروت والفيزا والتعاملات الرقمية، ولذلك أقول نحنل تناولنا مستقبل متوقع وعملنا خيال منطقى ظهرت منه بوادر، وأعتقد أن مثل التغييرات لن تنتظر 100 سنة حتى ولكن قد تكون أقرب، فنحن نرى "البوبوت" حاليا.
سهر الصايغ
ما المغزى من تناول الأحداث فى القدس تحديداً بدلاً من تجهيل المكان؟
المفروض أن وجهة النظر فى هذه المسألة دينية بعض الشىء، ومذكور عندنا دينيا أن هناك حربا ستحدث، وأن النهاية ستكون فى الأرض المقدسة وهى القدس، وهذا الاعتقاد فى السيناريو من الناحية الدينية، كما أن الأحداث كلها افتراضات منطقية، مثل عدم وجود دول أو كيانات وإنما تكتلات بالعالم كله، وبما أننا مسلسل عربى فتكلمنا عن تكتل القدس.
اختيار الشكل الذى ظهرت به فى شخصية صباح واعتمادها على ملابس هل كان ذلك مقصود؟
الاستايلست انجى علاء رسمت الشخصية بششكل يتماشى مع خيالى، وعملتها شخصية مهرولة ليست منمقة، لا تغير من ملابسها وهذا شىء لم يفهمه المتابعون، صباح أشبه بالجوكر، فهى مهمشة لم تنل شيئا من الحياة، والحالة النفسية عندها تصاعدت مع الأحداث وتتحول من منكسرة لشريرة لعدائية لشبه مجنونة، وهذه شخصية كان عندها هدف واحد وهى أن تصنع الروبوت، وطبيعى ألا تهتم بملابسها أو تغييرها.
ما تقييمك لتجربة مسلسل "النهاية" ككل وتأثيرها على الدراما المصرية؟
تجربة لابد أن نرفع لها القبعة، وبغض النظر عن أنها الحمد لله نجحت، وحتى لو بعد الشر ما كانت كتب لها التوفيق، لكن فكرة أن مجموعة ناس من أول شركة الإنتاج تخاطر بتكلفة ضخمة وفى تجربة صعبة وخاصة أنك رائد المنطقة فى هذه الصناعة، قد يعجلك عرضة للسخرية لو لا قدر الله لم يتم التوفيق فيها فمصر ليست قليلة، هناك بعض يرونا لم نوفق بنسبة 100%، فطبيعى أن لا يوجد عمل كامل فى العالم، انما العمل خرج فى أفضل صورة ولابد أن نقول شكراً لفتح مجال للإبداع هذه البداية لنوع جديد وشكراً لكل من شارك فى التجربة.
ثانى تعاون لكى مع يوسف الشريف بعد "كفر دلهاب" ما الفرق فى التجربتين؟
لا يوجد اختلاف فى التجربتين لأن يوسف هو يوسف، لكن ممكن أقول أصبح هناك ارتياح أكبر لأن هذا العمل الثانى بيننا وعرفنا بعضنا، ويوسف بالنسبة لى نجم استثنائى وهنا أقصد من ناحيتى كممثلة لأنه يعطى مساحة لمن حوله من الممثلين، فهو يثق فى نفسه تماما، وذكى كفاية أن يبقى مدركاً بأن العمل الدرامى مكون من شخصيات كثيرة مكملة لبعض، فليس كل النجوم بيعطوا الفرص التى يعطيها يوسف الشريف لمن معه، ولذلك أرتاح معه لأنى على علم بأن مجهودى سيتم تقديره وهو أيضاً يحترم من أمامه.
سهر الصايغ