"حياتنا سلسلة متشابكة من الصدف الصغيرة التى قد يغير وقوع إحداها قبل الأخرى بثوان أو بعدها بثوان مجرى حياتنا كله" تلك كلمات الكاتب والروائى الكبير يوسف إدريس والذى يحل اليوم ذكرى وفاته، فهو كاتب غزير المعرفة وواسع الإطلاع، امتاز بكونه شخصية انفجارية لا يستطيع أن يحددها إطار جامد أو علاقة ثابتة، فهو من أشهر كتاب عصره، استطاع حفر اسمه وسطهم من خلال أسلوبه المتفرد، أثرى الأدب المصرى بالعديد من الأعمال والروايات ووصف بتشيكوف العرب كانت حياته الأدبية ثورة مستمرة وكان يقتحم كل شىء بجرأة.
عندما كان طفلا استهوته دراسة الكيمياء والعلوم فوضع حلمه نصب عينه بأن يصبح طبيبا، وبالفعل التحق بكلية الطب، أثناء دراسته فى الكلية اشترك فى مظاهرات عديدة ضد الاستعمار الأمر الذى جعل الحس الثورى عنده فى تزايد، وبدأ هذا الأمر يشغله حتى سجن وأبعد عن الدراسة لمدة ستة أشهر، وأثناء الدراسة كتب أول قصة قصيرة فى حياته ولاقت إستحسان جميع زملائه وحصلت على شهرة كبيرة، ثم توالت كتاباته بعد ذلك وبدأ ينشرها فى المصرى وروزاليوسف.
بعد تخرجه عمل كطبيب فى القصر العينى ولكنه لم يجد نفسه فى هذه الوظيفة ووجد أنه فى المكان الخطأ فقرر ترك الوظيفة ليعين كمحرر فى جريدة الجمهورية، ليبدأ مشواره ككاتب وروائى، ولأن كتاباته كانت سياسية، اختفى من الساحة فترة من الزمن تحديدا فى عصر السادات ولم يظهر من جديد إلا بعد حرب أكتوبر عندما أصبح من كبار كتاب جريدة الأهرام.
"كان اسمه يتردد على الألسنة كمثال حى للإبداع القيم والفن الجميل وقد مضى بخصوصية عجيبة فى مضامينه وألحانه ولغته معتزا بقدرته الغير عادية على الخلق والإبداع" هكذا قال عنه نجيب محفوظ، فإدريس كان كاتب متفردا ولعل مهنة الطب جعلت منه إنسانا شديد الحساسية ويستطيع أن يعبر عن الناس وعن أوجاعهم، ومن أهم أعماله القصصية "أرخص الليالى، جمهورية فرحات، البطل، حادثه شرف، أليس كذلك، آخر الدنيا، العسكرى الأسود، بيت من لحم، قصة مصرية جدا"، أما الروايات "الحرام، العيب، رجال وثيران، نظرة، نيويورك ٨٠ "، والمسرحيات "ملك القطن، اللحظة الحرجة، الفرافير، المخططين، البهلوان ".
يوسف إدريس