قبل أن تقرر سامية جمال الزواج من الدنجوان، رشدى أباظة وتعيش أروع قصة حب وأجمل حالة فنية عرفها الوسط الفنى فى مصر فى منتصف الخمسينات والستينات من القرن الماضي، قصة زواج استمرت قرابة 20 عاما، عاشت قبل سامية قصص حب فاشلة تزوجت فى إحداها.
ولدت سامية جمال فى عام 1924 فى مدينة بنى سويف وتوفيت فى عام 1994، اشتهرت فى أواخر الأربعينات من القرن العشرين، بدأت حياتها الفنية مع فرقة بديعة مصابنى وفى عام 1943 بدأت بالعمل فى مجال السينما حيث شكّلت ثنائياً ناجحاً مع الفنّان فريد الأطرش فى عدة أفلام. تداولت بعض الصحف إشاعات كثيرة عن وجود قصة حب جمعت، الأطرشش وسامية، لكن إصرار الأطرش على عدم الزواج وضع حداً لهذه العلاقة.
فى مطلع الخمسينات وبعد انتهاء علاقة الأطرش بها، كانت جمال فى رحلة لمدينة "كان" الفرنسية، عندما تعرفت إلى المليونير الأمريكى شيبرد كينج، الذى كان يبلغ من العمر وقتها 26 عاما، توطدت العلاقة بينهما سريعا حيث كان يعمل متعهدًا للحفلات، وكثيرًا ما طلب الارتباط بها وتجيبه بتردد لاختلاف الديانة بينهما، فلم يتردد فى إشهار إسلامه وغير اسمه إلى عبدالله كينج، وقدم لها شبكة خاتم ماسى ثمنه 800 جنيها، بعد إتمام الزواج سافر الزوجان إلى ولاية تكساس الأمريكية لقضاء شهر العسل.
كينج فاجأ سامية جمال أثناء وصولهما مطار نيويورك، بحملها عندما وصلت إلى نهاية بوابة الخروج فى مطار نيويورك كما يفعل العروسان عادة عند دخول منزل الزوجية وهو يغنى أغنية الزفاف الأمريكية الشهيرة «here comes the bride»، وكان فى انتظارهما 500 صحفى من أنحاء العالم.
وفى يوم 17 سبتمبر عام 1951 وصل باريس وامضى سهرته فى الليدو ورأى سامية جمال لاول مرة وطلبها للزواج وتزوجا فى اليوم التالي.
سافر الزوجان إلى أمريكا لإتمام مراسم الزفاف وقام هناك باستغلالها وعمل لها حفلات كثيرة بأمريكا وشاركت برقصة لـ 3 دقائق فى الفيلم الأمريكى Valley of the Kings وقامتت بدور البطولة فى الفيلم الفرنسى "على بابا والأربعين حرامى" فى دور مرجانة وفى النهايةة قام بسرقة أموالها وهرب وانتهى الزواج نهاية مؤسفة وعادت لمصر لتكمل مشوارها الفنى.
كينج كانت له حياة بائسة، كانت أمه عصبية وتوفى والده وهو فى سن صغيرة وعندما كبر وأصبح شابا لم تكن صورته تختلف عن صورة أبيه فى شىء. نفس الملامح والطول والهيئة.. وقد كان هذا الشبه العجيب سببا فى شقائه طول العمر، فأمه كانت لا تطيق أن يبتعد عنها لحظة وتغار عليه من كل فتاة ومن أصدقائه أيضا. تزوج قبل سامية مرة وانجب ولدين، ولكن أمه أفسدت عليه حياته وانتهت قصة زواجه منذ سنتين بالطلاق.
وكان كلما فكر فى الزواج، اعترضت أمه ووقفت عقبة فى سبيل مستقبله وهددته بحرمانه من الميراث، حتى ضحّى فى أحد الأيام بأمه وبالميراث، وعاش بعيدا عنها حوالى سنة، فمرضت أمه مرضا شديدا، واد شبرد كنج إلى أمه وظل بجوارها حتى شفيت تماما ثم استأذن منها فى السفر إلى اوروبا بصحبة شقيقته لتمضية فترة من الصيف.