ألكسندر سوكوروف: المخرج الذى لا يفعل كل شىء بيده فاشل

قال المخرج الروسى ألكسندر سوكوروف، السينما تاريخها أكثر من 100 عام، ولكنها ما زالت صغيرة ومراهقة مقارنة بباقى الفنون، والجميع يهرولون إلى سحر هذه الشاشة، ولكن السينما هى مصدر عصبية وإزعاج لى طول الوقت.

وأضاف ألكسندر سوكوروف، رئيس لجنة تحكيم المسابقة الدولية، خلال محاضرته التى تقام ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى، هناك صراع بين الأفلام التجارية القائمة على الحروب والقتل فى مواجهة الأفلام التى بها قيم وتسامح، وأنا أحاول أن أحارب السينما التجارية؛ لأن التاريخ لن يذكر سوى سينما القيم والتسامح.

وتابع، لدى مدرسة إخراجية أتبنى فيها مجموعة من المواهب وأنتجت لهم 6 أفلام لمساعدة المخرجين الشباب، يجب على المخرجين الكبار جميعا أن لا يبخلوا على الشباب بكل ما تعلموه، وهناك ما يقرب من 900 إلى ألف فيلم ينتج فى العالم ينجح منهم 20 فيلما فقط.

 واستكمل، أنا أذكر جيدا كل الأشخاص الطيبة الذين ساعدونى فى بدايتى والأشخاص الذين تسببوا فى ضرر لى، ولكن يجب أن أقول للشباب لا تخاف من أى شىء، وأقول لكل شخص أنت قائد فى هذه المهن الصعبة، ولا يجب أن تنظر إلى الخلف ولكن انظر إلى الأمام، واترك النظر للخلف لعجوز مثلى لكى يتحدث، ويحكى عن تجاربه فقط.

وأشار إلى أن المخرجين الشباب يجب أن يدرسوا أولا كل شىء؛ لأن المخرج الذى لا يمارس كل شىء بيده هو مخرج فاشل، وأنا أعلم أن فى الشرق المخرجون يفعلون كل شىء بأيديهم.

وعن عدم حبه للسينما رغم ممارسته لها قتل، أود أن أقول دخلت هذا العالم على طريق الصدفة، وبواقع الصدفة كنت بحب المسرح أكثر، ولكنى دخلت السينما، وكان ممكن أن أصبح مهندسا بارعا أو طبيبا، ولكن هذا مصيرى بأن أكون صانع سينما، واحيانا أقول إنها المستنقع الذى غرقت فيه.

وعن تعامله مع الممثلين قال: أنا لا أصرخ فى الممثلين، أنا أحبهم فقط واتركهم يفعلون ما يريدونه طلاما على صواب، أما المونتاج يعرض من كان على حق، وأنا أحب كل من يعمل معى، وقابلت الجميع بالحب فى كل أفلامى السابقة.

ووجه نصيحة للمخرجين الشباب، قائلا: يجب أن يكون المخرج لديه الموهبة الربانية حتى يستطيع أن يبدع فى هذا المكان، وأن يصل إلى درجة عالية تصنع منه مخرجا، ويحب أن تنمى هذه الموهبة؛ لأن هناك من يحارب هذه الموهبة.

ألكسندر سوكوروف، أحد أبرز المخرجين المعاصرين فى روسيا، وعُرضت أفلامه فى أغلب المهرجانات الكبرى مثل كان وبرلين وفينيسيا، ومن أبرزها "الفُلك الروسى -The Russian Ark" الذى شارك فى مسابقة مهرجان كان عام 2002، وحصل على جائزة Visions من مهرجان تورنتو، كما حصل فيلمه "فاوست- Faust" على الأسد الذهبى لمهرجان فينيسيا عام 2011.