رمضان والفانوس وجهان لعملة واحدة، فلا تكتمل بهجة الشهر الفضيل إلا بشراء الفانوس، ولا الفانوس يحلو إلا فى رمضان.
لكن ماذا تعرف عن الفانوس وتاريخه وكيف بدأت علاقته بشهر رمضان..
المصريون هم أول من ربطوا الفانوس بشر رمضان، بعد أن كان مقتصرا على إضاءة المساجد واستخدامه للإنارة فى المنازل وحمله لاستقبال الضيوف على الأبواب.
ففى الخامس من رمضان عام 358 هـ، دخل المعز لدين الله الفاطمى القاهرة ليلاً، فاستقبله أهلها بالمشاعل والفوانيس وهتافات الترحيب. ليتحول الفانوس من وظيفته التقليدية فى الإضاءة ليلاً، إلى أداة للتعبير عن بهجة الشعب المصرى بشهر رمضان.
فعام وراء آخر ارتبط به الأطفال، وحملوا منه أشكالا مختلفة ليطوفون به فى الشوارع يطالبون بحلوى رمضان التى اشتهر الفاطميون بتقديمها، ومع الوقت أصبح الفانوس مرتبطاً بشهر رمضان وألعاب الأطفال وأغانيهم الشهيرة فى هذا الشهر.
وأصبحت صناعة الفوانيس وتجارتها أمرا رائجا جدا فى الأسواق المصرية، وأصبح لها شيوخا وأساتذة يبتكرون أشكالا مختلفة للفانوس ويتفننون فى إضافة تفاصيل تميز كل فانوس عن الآخر.
ومن أشهر أشكال الفوانيس التى عرفها المصريون؛ الفانوس المعروف باسم البرلمان والذى سمى بهذا الاسم لتشابهه مع الفانوس الذى كان معلقا فى قاعة البرلمان المصرى فى الثلاثينات من القرن الماضى.
وكذلك الفانوس المسمى فاروق والذى صمم خصيصاً لاحتفال القصر الملكى بيوم ميلاد فاروق الأول، وتم شراء ما يزيد على 500 فانوس من هذا النوع يومها لتزيين القصر الملكى.
وشهدت صناعة الفانوس تطورا ملفتا عبر العصور المختلفة، فتنوعت مادة صنعة مابين الصفيح والزجاج والقماش والخشب، كما تنوعت طريقة إضاءته وتطورت من الشموع إلى اللمبات الكهربائية والبطاريات.
ومع الوقت انتشرت الفوانيس الرمضانية فى العديد من الدول العربية وأصبح اقتناء الفانوس تقليدا رمضانيا لدى الشعوب العربية أيضا. كما أصبحت تجارة الفوانيس تجارة رائجة استفادت منها الصين بشكل كبير حيث قدمت للأسواق المصرية والعربية العديد من الأشكال المختلفة للفوانيس لكنها لم ترتق يوما لأصالة فانوسنا المصرى الأصيل.
477201705301117321732