التنوع فى طرح أنواع متعددة من الدراما على الشاشة ما بين الدراما الاجتماعية والبوليسية والمخابراتية ودراما الحارة الشعبية، يخلق حالة مختلفة فى رؤية المشاهد للدراما ككل، ولكن تكمن المشكلة فى التوظيف الجيد للشخصيات والنص الدرامى، فبعض صناع الأعمال الدرامية يطرحون الفكرة دون الوقوف على مدى ملامستها للواقع، كبعض المسلسلات التى تناقش الحارة ومشاكلها، كمسلسل الحلال والحرباية ولمعى القط.
وبإلقاء نظرة عامة على أولى الحلقات نجد الوصف لشخصيات الحارة كعادة كل عام، يبنى فى ذهن المشاهد صورة غير متزنة لساكنى الحارات والأحياء الشعبية، فتظهر الشخصيات متسمة بالبلطجة أو بالسعى وراء شهوتها، كشخصية بيومى فؤاد وابنه فى مسلسل الحلال، اللذان لا يشغلهما سوى جارتهما "سمية الخشاب" التى تسكن بالدور الأرضى بمنزلهما، فيتمنى كل من الشاب ووالده أن يحظيا بالزواج منها.
يقول الناقد طارق الشناوى لـ"عين": إن الدراما الشعبية صورة من أعمال درامية سابقة، وليست صورة حديثة من الواقع، لذا فهى تعد صورة من صورة، فهى ليست صادقة فى التعبير لذلك يجب محاكمة تلك الأعمال فنيا وليس أخلاقيا، لأنها تعرض الصورة بشكل مستنسخ من أعمال أخرى، لأنها تعد فاقدة للمصداقية، وتبدو وكأنها تعرض فقط مفردات لشخصيات ارتبطت بالحارة والبيئة الشعبية عبر تاريخ السينما والدراما لتعيد من خلال الأعمال الحديثة تدوير البضاعة القديمة.
أما الناقدة ماجدة موريس فتقول: أفضل تعبير عن الدراما الشعبية كان فى مسلسل ليالى الحلمية الذى عبر عن الحارة والبيئة الشعبية بواقعية واتزان، أما الأعمال الحديثة كمسلسل ابن حلال لمحمد رمضان كان الأسوأ فى نظرى، لأنه عرض الكثير من المشاهد العنيفة، التى ليست بالضرورة تعبر عن شخصيات الحارة، وأجزم أن سبب نجاح المسلسل حينها كان نجومية محمد رمضان.