نادراً ما يدلى الزعيم عادل إمام بحوارات صحفية أو يجرى لقاءات تليفزيونية، ويفضل دائماً أن يراه الجمهور من خلال أعماله التى يقدم فيها صورة للمواطن من حياته ويترجم خلالها مشاعره ومشاكله وأحلامه وطموحاته، ويرى فى ذلك أفضل وسيلة للقاء الجمهور.
لكن فى القليل النادر من الحوارات الصحفية التى أجراها الزعيم كشف عن بعض أسرار مشواره الفنى الثرى والطويل الذى تدرج فيه من الأدوار البسيطة حتى أصبح زعيماً للفن لا ينافسه أحد.
ومن بين هذه الحوارات حوار نادر أجراه الزعيم عادل إمام لمجلة "نورا" مع ندى محمد بديع سربية عام 1995 وكشف خلاله عدد من التفاصيل والأسرار عن مشواره الفنى وبداياته.
ومن بين ما كشفه الزعيم خلال هذا الحوار أن التليفزيون رفض تعيينه فى بداياته لأنه لم يكن يحمل شهادة التجنيد.
وقال عادل إمام خلال الحوار إن الصدفة وحدها هى التى جعلته يتحول من ممثل تراجيدى إلى كوميدى، مشيراً إلى أنه جاءته الفرصة للعمل فى بداياته بمسرح التليفزيون والذى كان يطلق عليه "المسرح السادس"، وكان المخرج حسين كمال قادماً لتوه من أمريكا.
وأوضح الزعيم أنه كان قد سبقه فى مسرح التليفزيون عزت العلاليلى وصلاح قابيل، بينما هو لم يكن معروفاً وقتها وأراد المخرج حسين كمال أن يختبره، ومثل أمامه الكثير من المشاهد التي جسدها في مسرح الجامعة، لكنه فوجئ بعد انتهائه من تمثيل المشاهد بالمخرج حسين كمال يقول له "إنت ممثل كوميدى"، فانفعل الزعيم قائلاً "أبداً أنا ممثل تراجيدى"، فرد كمال بأن ما جسده كان تمثيلاً كوميدياً، وأعطاه دورا كوميدياً صغيرا فى إحدى الروايات.
وأكد الزعيم أنه فرح بهذا الدور رغم أنه صغير جدا لا يتعد دقيقة ونصف لكنه كان دوراً مهماً لممثل ناشئ لأنه سيظهر على شاشة التليفزيون وسيحصل على أجر شهرى قدره 20 جنيهاً، قائلاً "كان مبلغ مهم بالنسبة لى وقتها لأنه سيمكننى من أن أكل سندوتشات وأشرب شاى من البوفيه وأعزم أصحابى".
وقال الزعيم بتأثر "اللى حصل وقتها أحزننى لأنهم لم يقبلوا تعيينى، لأنهم طلبوا منى شهادة التجنيد، وقلت لهم إننى لن أستطيع أن أحصل عليها لأننى لا زلت طالباً فى الجامعة، لكنهم أصروا، وحزنت كثيراً".
لكن لعبت الصدفة دورها فى ميلاد نجومية الزعيم عندما سمعته مديرة المسرح وهو يجادل مع موظف التليفزيون فاقتربت منه وقالت له "تحب تمثل فى مسرحية أنا وهو وهى مع فؤاد المهندس؟"، فكأنه وجد طوق النجاة، ورحب الزعيم، ووجهته مديرة المسرح بأن يذهب بعد الظهر إلى المسرح وقابل فؤاد المهندس، وبدأ مشوار نجوميته بهذا الدور الكوميدى وهنا أدرك أن المخرج حسين كمال كان عنده بعد نظر.