مازال الكاتب الكبير وحيد حامد يرصد لنا حقائق عن جماعة الإخوان وعلاقتها بالملك فاروق وما حدث من شد وجذب فى هذه العلاقة، فبعد رحيل مؤسس جماعة الإخوان ومرشدها الأول حسن البنا كان ينتظر الملك فاروق معرفة الشخصية التى ستحل محل البنا للتحالف معه لمحاربة الأحزاب السياسية الأخرى والتى لا ترغب فى وجود الملك.
وتعد المقابلة الأولى بين الملك فاروق والمستشار حسن الهضيبى بعد مبايعته مرشدا لجماعة الإخوان، من أهم الحقائق التى ذكرها التاريخ وشاهدنا تفاصيلها فى الحلقة الـ6 من مسلسل الجماعة2.
ورصد المسلسل أنه فى يوم 20 نوفمبر 1951 ذهب الهضيبى والذى يجسد دوره فى الأحداث القدير عبد العزيز مخيون، إلى قصر القبة لمقابلة الملك فاروق واستمرت المقابلة ساعة تقريبا حاول فيها الملك فاروق جس نبض المرشد الجديد لمعرفة موقفه من التحالف مع الملك ضد الأحزاب الأخرى ولكن دون أن يشعره بخوفه من عدم الوصول لاتفاق يحميه كملك فقد شعبيته وبات وجوده غير مرغوب فيه.
وفى مشهد أقل ما يوصف به أنه أذكى تجسيد لمعنى الخداع، استعان الملك فاروق بسبحة فى يده أثناء جلسته مع الهضيبى ليوحى له أنه شخص متدين ويعمل على خدمة الإسلام والمسلمين، وحرص الملك فاروق فى بداية مقابلته بالهضيبى على طمأنته، حيث قال له أنت تعلم أننى رجل مسلم وأفهم دينى جيدا لذلك مندهش من حالة النفور التى بين الجماعة والقصر، وبخبث شديد حصل الملك فاروق على اعتراف من المرشد العام للجماعة بأن هناك مارقين ضمن أعضاء الجماعة حولوا رسالة الجماعة التى هى فى الأساس دينية إلى خدمة مصالحهم السياسية، ولم تنته المقابلة إلا بعد حصول الملك على وعد من الهضيبى بأن الجماعة ستبدأ عهدا جديدا مع جلالته وسيكون الاعتكاف وقراءة القرآن أولوياتها، ورغم أن المخرج العبقرى شريف البندارى لم يركز على السبحة التى فى يد الملك، إلا أنه نجح فى إيصال المعلومة للجمهور وكشف حيلة الملك فاروق لخداع الهضيبى من خلال تركيز عدسات الكاميرا على الملك وهو يضع السبحة فى جيبه بعد انتهاء المقابلة ومغادرة الهضيبى للقصر، فى إشارة إلى أن السبحة كانت مجرد وسيلة لإيهام الهضيبى بأن هدف الملك والجماعة واحد وهو حماية الإسلام وخدمة المسلمين، ولم يعلق الهضيبى على نتائج زيارته بالملك للصحافة التى كانت فى انتظاره خارج القصر سوى بكلمة واحدة "زيارة كريمة لملك كريم".