لم يمر سوى عامين على عرض مسلسل «حارة اليهود» فى رمضان العام الماضى، حتى عرض «واحة الغروب» فى رمضان الجارى، إلا أن هذه المدة كانت كافية لتصنع تحولا كبيرا فى قدرات النجمة منة شلبى الفنية، فعلى مدار عامين فاجأتنا بقدرتها وموهبتها التى جعلت الجميع ينبهر بأدائها، ربما لا يوجد تعبير دقيق يمكن أن يصف أداءها ويعطيه حقه بشكل كافٍ، إلا أن انبهار الجمهور بها على مدار هذين العامين كان كافيًا، فالأمر فى النهاية يحسمه الجمهور، الذى يتابع ويدقق ويحلل، فهو بمثابة لجنة الحكم التى ينتظر النجم رد فعلها وكلمتها..
وبالنظر لرحلة «شلبى» من ليلى اليهودية لـ كاثرين الأيرلندية، تجد أن هذه الرحلة كانت مليئة بكثير من الاجتهاد والعناء، فالدوران لم يكونا مجرد دورين عابرين ولكنهما سيظلان نقاط مضيئة فى تاريخ «شلبى» الفنى، وسيظل الجمهور يتحدث عنهم لسنوات طويلة مقبلة.
ففى «حارة اليهود» لم تترك «شلبى» ثغرة واحدة بالدور، فحرصت على تعلم وإتقان اللغة الفرنسية نظرا لكونها فتاة يهودية، كما عملت على إنقاص وزنها بشكل كبير من أجل الدور، ليس هذا فقط بل أيضا قصة شعرها وتعبيرات وجهها التى جعلتك تنبهر بأدائها على مدار الـ30 حلقة، فهى الفتاة اليهودية التى تغرم بضابط مصرى مسلم «إياد نصار»، وتتجاوز جميع اختلافاتهم السياسية والدينية من أجل الحفاظ على حبها.
ويمر عامان كاملان، وتعود شلبى فى دور الأيرلندية «كاثرين» أو كما يناديها النجم خالد النبوى «كاثرين الجميلة»، فبالنظر لدورها لا يمكنك سوى أن تتوقف للحظات من شدة الانبهار، فكيف تحولت شلبى لتصبح حقا فتاة أيرلندية، ما قدر العناء والجهد الذى بذلته حتى تتحدث الإنجليزية بطلاقة بهذا الشكل وكأنها بالفعل ذات أصول أجنبية، ليس هذا فقط بل أن حديثها للعربية ونطقها للكلام «مكسر» يجعلك تؤمن فعلا بأن هذه الفتاة ليست مصرية أو عربية بالمرة، حتى لون شعرها البرتقالى الذى ظهرت به، ووزن جسدها الذى كان لابد أن يختلف كثيرا عن ما سبق فهى تلعب دور فتاة تتمتع بكل مواصفات الجمال، لتصحبك أيضا فى رحلة أخرى فهى الفتاة الأيرلندية ذات الديانة الكاثوليكية التى تقع فى غرام ضابط مصرى مسلم«خالد النبوى» أيضا وتقرر أن تتحدى جميع اختلافاتهم السياسية والدينية من أجل البقاء برفقته.
وبالطبع يختلف الدوران وإن كانا يتشابهان فى التفاصيل الظاهرية، ولكن ما يربط بينهما ارتباطا وثيقا هو أن «شلبى» بذلت عناء ومجهودا كبيرا لتنجح فى إيقاعك بغرامها منذ طلتها الأولى على الشاشة.