وأقول لكم بصدق وبرغم أية عوامل قد أكون بينت عليها موقفى فى الأزمة، فإننى على استعداد على تحمل المسئولية كلها، ولقد اتخذت قرارا أريدكم جميعا تساعدوننى عليه لقد قررت أن أتنحى تماما و نهائيا عن أى منصب رسمى وأى دور سياسى وأن أعود إلى صفوف الجماهير أؤدى واجبى كأى مواطن آخر.
هكذا أعلن الرئيس جمال عبد الناصر قرار تنحيه عن منصب رئيس الجمهورية وجاء ذلك بعد نكسة 1967، تحل اليوم 9 يونيو ذكرى الخطاب الأشهر فى تاريخ مصر وهو تنحى عبد الناصر، إلا أن مظاهرات عارمة خرجت فى مختلف أنحاء مصر والعالم العربى تطالبه بالعودة فعاد إلى السلطة نزولًا على رغبة الجماهير.
شهدت الإذاعة المصرية حالة من الترقب الشديد بعدما أذاعت القران الكريم انتظارا لخطاب رئيس الجمهورية ليعلن فيه شيئا هاما للشعب، هنا كانت البيوت المصرية كلها تقف بجانب الراديو لسماع ماذا سيقول لهم ناصر، إلى أن أعلن قراره.
وقامت مظاهرات فى القاهرة، يومى 9 و10 يونيو تطالب باستمراره فى الحكم، كما أن مجلس الأمة ومجلس الوزراء رفضا قرار التنحى، فأصدر الرئيس عبدالناصر البيان التالى يوم 10 يونيو 1967: "إننى سوف أبقى حتى تنتهى الفترة التى نتمكن فيها جميعا من أن نزيل آثار العدوان".