تسجل شخصيات النجم خالد النبوي الدرامية حضورا دائما لدى ذاكرة المشاهد، فمع كل شخصية جديدة يجسدها في عمل فني، يتمكن من نقل تفاصيلها الخاصة وإحساسها الداخلي إلى المشاهد، الأمر الذي يتحقق حاليا من خلال مسلسل إمبراطورية ميم الذي يجسد فيه شخصية الأب "مختار أبو المجد" المسؤول عن أبنائه الـ 6 بعد وفاة زوجته، وأمامه العديد من التحديات لتربيتهم بشكل صحيح، وأيضا التعامل مع أفكارهم المختلفة وتفكيرهم المعاصر وأسلوب حياتهم.
يؤمن الممثل خالد النبوي بأن مهنته عمل جماعي تتطلب تضافر جميع الجهود لكي يخرج العمل الفني بالشكل اللائق، ومن محددات هذا العمل الجماعي مذاكرة تفاصيل الشخصية، ورسم ملامحها بدقة تامة، فلا يترك أبسط التفاصيل إلا ويكتبها في دفتر أو كراسة خاصة، تضم أفكار هذه الشخصية وطبيعتها وكيفية تصرفها في المواقف المختلفة ومشاعرها وما إلى ذلك من تفاصيل.
خالد النبوى (1)
خالد النبوى (2)
خالد النبوى (3)
خالد النبوى (4)
خالد النبوى (5)
وتوضح الصور التي حصل عليها "اليوم السابع" من كواليس النجم خالد النبوى في مسلسل "إمبراطورية ميم" كيف يجلس بطل العمل ليدون في دفتره الخاص تفاصيل الشخصية التي يجسدها في العمل، بدءا من اسمها وشكلها الخارجي ومشاعرها الداخلية ومعتقداته الخاصة وانطباعاته، ويعيش معها في حالة شديدة من تقمص الدور.
ونجح خالد النبوي في أن يصبغ شخصية "مختار أبو المجد" بأسلوبه الخاص، بعد أن رسمها الأديب الراحل إحسان عبد القدوس في قصته التي تحمل الاسم ذاته، وأعاد كتابتها بشكل معاصر المؤلف محمد سليمان عبد المالك، مع مخرج العمل محمد سلامة، لتظهر لنا شخصية ذات تفاصيل شديدة الدقة ونصدقها تماما في انفعالاتها وحركاتها وأسلوب كلامها.
وتظهر لنا في "إمبراطورية ميم" منذ الحلقات الأولى تفاصيل وملامح شخصية "مختار أبو المجد" الأب الأرمل وعلاقته بأبنائه الذين تتنوع مراحلهم العمرية، والتي يحكمها دائما الخوف الزائد عليهم، خصوصا بعد وفاة الأم، ما يجعله أكثر حرصا عليهم وكأنه "يحاوطهم بجناحاته"، ولا يريد أن يقترب منهم أحد، وهو ما يتضح على سبيل المثال في علاقته بابنته الكبرى ليبدو متسلطا، فرغم أنه يريد إعطائهم الحرية المسؤولة لكنه يخشى المجتمع.
ما يفعله النجم البارز في كواليس مسلسل "إمبراطورية ميم" جزء من عاداته الخاصة عند التحضير لأي عمل فني، لذا تنجح شخوصه الدرامية في أن تعيش خالدة في ذاكرة المشاهد البصرية والسمعية، لأنه يرسمها من الداخل والخارج، فتبقى شخصيات خالدة لا ينساها الجمهور ومنها الإمام محمد الشافعي في "رسالة الإمام"، بليغ أبو الهنا في "راجعين يا هوى"، محمود عبد الظاهر في "واحة الغروب"، علي الحلواني في فيلم "الديلر"، داود في مسلسل "حديث الصباح والمساء".
النجم الذي حُفرت شخصياته في ذاكرة المشاهد ووقف أمام كاميرات العديد من أبرز المخرجين، يلتزم في مشواره المهني ببذل المجهود حتى لو كلفه ذلك الكثير من وقته الشخصي، فهو دائم التحضير لشخصياته، حتى إن لم يكن مشغولا بعمل فني، فهو يذاكر ويتدرب ذهنيا وبدنيا أيضا، ليكون لائقا باستمرار مثل الأبطال الرياضيين، فهو يرغب دائما في الحفاظ على مكانته التي وصل إليها، وأسلوبه الخاص وثقة الجمهور وأيضا النقاد في اختياراته الفنية، وتحديات الشخوص التي يجسدها.