تحل اليوم الثلاثاء ذكرى ميلاد الموسيقار عمار الشريعى، الذى عشق الموسيقى وقدم أعمالا تركت بصمة كبيرة لدى الجمهور، لم يهتم يوما الفتى الكفيف عمار الشريعى بإعاقته، ولم يحسب انطفاء نور عينيه إعاقة من الأساس، بل عمل واجتهد وثابر حتى أصبح واحدا من أهم أعمدة الموسيقى العربية، وأحد رموزها الذين لم ولن ينساهم التاريخ الموسيقى العربى.
تخطت أعمال الموسيقار الكبير الراحل عمار الشريعي السينمائية 50 فيلماً، وأعماله التليفزيونية 150 مسلسلاً، وما يزيد على 20 عملاً إذاعياً، وعشر مسرحيات غنائية استعراضية، وكان قد سبقه فى تلحين أعياد عمان الوطنية العديد من عمالقة الطرب العربى أمثال الموسيقار محمد عبد الوهاب، كما قدم بنفسه عددا من البرامج الشهيرة أبرزها البرنامج الإذاعى الذى استمر عدة سنوات "غواص فى بحر النغم".
بدأ عمار الشريعى مشواره الفنى وهو لم يتعد عمره الثلاث سنوات، فقد ولد عاشقا للموسيقى، حيث بدأ فى العزف على الأوكورديون وبسبب كونه كفيفا قامت ابنة عمه بتعلميه العزف عن طريق تسمية النغمات بأسماء الأصابع، ومن ثم انطلق هو ليعلم نفسه بنفسه حتى تعلم تدوين الموسيقى وهو فى عمر السابعة.
تخرج عمار من كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية لكنه لم يعمل بها، بسبب عشقه للموسيقى وهنا تعلم آلة الأروغ التى عشقها وأصبح أبرع عازفى الأورغ فى جيله رغم تعقيد تلك الآلة وصعوبتها عليه بسبب كونه كفيفا، إلا أنه فاق كل التوقعات، ولم يكتف عمار بذلك بل إتجاه للتأليف وتلحين الموسيقى ووضع الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية والإذاعية.