من "علي الزيبق" و"ألف ليلة وليلة" إلى جودر المصري.. المتحدة للخدمات الإعلامية تعيد دراما الخيال والبطل الشعبى للصدارة

جودر 2 جودر 2
 
كتب علي الكشوطي
 
قصص وحودايت من عالم السحر والتراث حولتها الشركة إلى حقيقة بإيمان كامل في قدرة المواهب الشابة 
 
نفخر دوما بتاريخ الفن المصري السباق، والذي شكل ركيزة أساسية لتصدير الفنون للشرق الأوسط بالكامل، إذ يعد الفن المصري منبرا للفنون والثقافة في المنطقة بالكامل، وفي تاريخ السينما والدراما والموسيقى العربية يحظى الفن المصري دوما بمكانة الريادة، إذ قدمت الدراما المصرية للوطن العربي بالكامل أعمال خالدة تركت أثرها في نفوس ووجدان الجمهور وساهم في تشكيل الهوية الثقافية والعربية بالكامل.
 
الدراما المصرية تميزت بتنوعها بين الكوميدي والتراجيدي والاجتماعي والتاريخي، والفانتازيا، ودوما كانت قصص التراث والبطل الشعبي والانتصار للحق والعدالة والوقوف بجوار الضعفاء والمهمشين، أحد أكثر التيمات رواجا في الدراما المصرية.
 
ويضم أرشيف الدراما المصرية مسلسلا يعد أحد أهم الأعمال الكلاسيكية في الدراما المأخوذة من التراث الشعبى، وهو "على الزيبق" للنجوم فاروق الفيشاوى وأبو بكر عزت وهدى سلطان، وهو العمل الذي عرض عام 1985 وحقق وقتها نجاحا جماهيريا كبيرا، تأليف يسرى الجندى وإخراج إبراهيم الشقنقيري .
 
تدور أحداث المسلسل فى عهد المماليك حول الطفل "علي" الذى يتعرض والده للقتل على يد أعدائه من المماليك، وعندما تمر السنوات ويصبح الطفل شابا يخطط للانتقام ممن قتلوا والده، مستخدما الحيل والألاعيب التى تعلمها من مساعد والده سالم.
 
وتعد سيرة "على الزيبق" واحدة من أشهر النصوص الشعبية التى سجلت فى لحظةٍ تاريخية فارقة اتحاد الوجدان الشعبى فى مواجهة الاستبداد والفساد وظلم الحكام بسلاح السخرية والهجاء والتوارى خلف الرمز ومجازية الخيال، وتناولت الملحمة الشعبية حول دائرة فساد السلطة التي تبدأ من الخليفة العثمانى لتصل إلى أصغر مسئول فى القلعة، حيث يطلق حسن رأس الغول شرارة الثورة ضد الظلم المتمثل فى المقدم" سنقر الكلبى" لكنه يلقى مصرعه على يد "رمانة"، ويأتى ابنه على الزيبق ليحيي بارقة الأمل من جديد ويستكمل مشوار أبيه فى الكفاح ضد الاستبداد.
 
وفي السياق ذاته فمصر لديها مخزون كبير وأرشيف مميز لعالم كامل من الفانتازيا والخيال سواء بتقديم ألف ليلة وليلة في شكل الحواديت والحكايات والتي شكلت طفرة وقتها رغم ضعف الإمكانيات، أو من مسلسلات مثل ألف ليلة وليلة والذي قدم في عام 2015 ، حيث لعب بطولته شريف منير ونيكول سابا وكان من قلب حكايات كتاب (ألف ليلة وليلة) الشهيرة
 
 
ثم غابت دراما البطل الشعبي وعالم التراث والفنتازيا والخيال عن حواديتنا، إلى أن قدمت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية أول مسلسل عربى شرق أوسطى يُظهر البطل الشعبى وهو مسلسل "جودر"، بعد سنوات طويلة، زعم البعض أن صناع الدراما المصرية غير قادرين على تحمل التكلفة الانتاجية لمثل هذه الأعمال بحكم تطور التكنولوجيا التي تستلزمها، وحاول هؤلاء إحباط الهمم والتأثير على الصناع بكونهم غير قادرين على تقديم عمل بحجم مسلسل جودر، لتأتي الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وتهدم كل التصورات المخفية وتحطم جدار الخوف وتقدم على تقديم إنتاجات ضخمة بمحتوى درامي راقي ينافس الدراما العالمية، ويحترم عقول الجمهور المصري والعربي، وتقدم لهم عملا دراميا يستحق المشاهدة ويعيد لهم البطل الشعبي جودر الذي يدافع عن الضعفاء ويقف في وجه الظلم ويحارب الظلمات للوصول إلى النور.
 
المستوى الذي ظهر عليه مسلسل النجم ياسر جلال، وإخراج إسلام خيري، يعد انتصارا للإبداع المصري، وللشركة المتحدة ولصناع الدراما المصرية سواء في الجزء الأول منه أو الثاني، فهو تأكيد على أن الثقة التي مُنحت لصناع العمل يستحقونها ثقة في محلها وإيمان وبطاقته وبقدرة الشباب.
 
طاف مسلسل "جودر" بالجمهور في عالم ساحر وخيال جامد، عالم الأساطير ذلك العالم الواسع الذي يعقد صناع الدراما والسينما معك عقدا قبل دخوله، مفاداته أن تطلق لنفسك العنان، تسرح بخيالك لبعيد حيث لا قيود، يأخذك لعالمه دون حسابات، عالم يجسد فيه النجم ياسر جلال دور شهريار وجودر الصياد وهو العمل الذي يحسب للمؤلف الواعي المحترف أنور عبد المغيث الذي سهل الجمل الحوارية على أذن الجمهور وجعل من النص حوارا راقيا مناسبا لقصص التراث وفي نفس الوقت يجد صدى كبير لدى الأجيال الجديدة والشباب، وبالتأكيد المخرج إسلام خيري.

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر