كأنك تعود إلى الوراء مئات الأعوام وتحديدا عام 1744، حيث لم تكن معالم القاهرة كالتي نراها الآن، عدد محدود من الشوارع والأزقة، زخرفة عثمانية لبيوت فسيحة متسعة ونوافير في الشوارع، كانت القاهرة الفاطمية، تمتلئ بمحبيها ولاجئيها من كافة الدول، يعيشون كأهلها، إلا أن أحد هؤلاء كان منفيًا خارجها وهو المهندس المعماري الرائد عبدالرحمن كتخدا.
كان عبدالرحمن رغم صلاحه، إلا أنه لم يكن مرغوبًا به في عصر المماليك، كان قائدًا للجيش، ونفاه على بك الكبير 13 عامًا، ثم عاد في عام 1776، وتوفى بعدها بقليل، وهو فى السبعين من عمره عام 1776.
يقع السبيل في 3 طوابق الأول تحت الأرض باسم الصهريج يعلوه حجرة التسبيل ثم أخيرا الكتاب، بنى الصهريج من الأجور وهو عبارة عن مساحة مستطيلة أو مربعة ضحلة ترتكز على عقود محمولة على دعامات حيث يوجد به 3 فتحات (مأخذ-تزويد-نزول) أما حجرة التسبيل فهى عبارة عن مساحة مستطيلة أو مربعة تطل على الشارع من خلال فتحة شبابيك.
يوجد في أحد أركانه دخلة الشاذروان وتعمل على ترطيب الماء ويوجد به زخارف بارزة لتلصق بها الإتساخات ويوجد على الجانبين دخلات حائطية فى السبيل تحفظ فيها الأدوات الخاصة تنظيف الصهريج كما تغطى جدران السبيل ببلاطات خزفية منفذة باللون الأزرق والأبيض بكتابات ونقوش خزفية وتجمع الماء أسفل الشبابيك الموجودة وعلى اللوح الزجاجى توجد الأكواب.
السبيل من الداخل
أما الكتاب فيأخذ نفس مساحة السبيل ويطل على الشارع من خلال باكية خشبية ويعمل الرفرف الخشبى على الحماية من الشمس والمطر.
بُني بأسلوب يجذب انتباه المارّين خلال شارع المعز، ولذا فالمبنى مفتوح من ثلاثة نواحي، ويتكون من شطرين، الشطر الجنوبي ذو طابقين، ويحتوي السبيل والكُتّاب، والشطر الشمالي غير مُسجل ويُستخدم شُقق إسكان عادية.
السبيل من الداخل
الواجهة من الداخل
نقش للكعبة داخل السبيل
أرضية السبيل