كان الزعيم النازى أودلف هتلر أحد أكثر القادة والزعماء الذين تعرضوا لمحاولات اغتيال، خلال فترات حكمهم، ورغم أن هتلر تعرض لقرابة 25 محاولة إلا أن واحدة منهم لم تنجح وتمر اليوم 20 يوليو، 73 على إحدى هذه المحاولات الفاشلة التى دُبرت عام 1944 فيما عرف وقتها بمؤامرة "20 يوليو" أو عملية "فالكيرى".
كان هتلر محظوظا عدة مرات لينجو من تدبيرات بالانفجار والقتل بالرصاص وسقوط الطائرة وغيرها، وكانت مؤامرة "20 يوليو" محبوكة التفاصيل يقودها الكولونيل الألمانى كلاوس فون شتاوفنبرج، حيث تم التخطيط لمحاولة قتله فى العملية "فالكيري" 3 مرات، الأولى كانت فى فى 11 يوليو 1944 استدعى شتاوفنبرج لحضور اجتماع هتلر فى برشتسجادن، فذهب ومعه معاونه كلاوزينج يحمل كل منهما قنبلة، كان شتاوفنبرج قد تدرب مئات المرات من قبل على كيفية إيصال الفتيل بواسطة كماشة.
لكن لم يحضر أحد الجنرالات فى الاجتماع الذى كان سيعقد فى قاعة الاجتماعات فى برشتسجادن وأبلغه الجنرال فردريك أولبرخت رئيس مكتب الجيش الأول، وأحد كبار المتآمرين، بإلغاء العملية؛ بينما كانت المحاولة الثانية عقب الأولى بـ 4 أيام فى راستنبورج إلا أن مؤتمر هتلر أُلغى فى آخر لحظة.
وعن المحاولة الثالثة والأخيرة التى تمت فى 20 يوليو أقلعت طائرة اتصال من مطار رانجسدورف وعلى متنها شتاوفنبرج ومساعده الملازم فرنر فون هافتن، وحمل كل منهما حقيبة ثقيلة تحتوى على قنبلة، كان شتاوفنبرج يعلم أن هذه هى المحاولة الأخيرة.
وصل شتاوفنبرج مقر الفيلد مارشال فلهيلم كيتل، وهو يحمل حقيبته بينما القنبلة الأخرى مع هافتن فى السيارة بعد مراوغة من شتاوفنبرج للحراس دخل لرستنبورج للقاء هتلر بحجة أنه سيتسنى له الحديث عن الفرق الجديدة التى أنشأها الاحتياط الحربي، وحين تناول "كيتل" قبعته وهم بالخروج، انتقل شتاوفنبرج إلى غرفة الملابس، حطم كبسولة الحامض بواسطة كلابته، خرج شتاوفنبرج معتذراً، وعرض عليه "كيتل" أن يحمل له حقيبته، فرفض "شتاوفنبرج".
وضع "شتاوفنبرج" أسفل طاولة الاجتماعات وأسندها إلى إحدى الدعائم الخشبية القوية التى تحمل الطاولة من الجهة الداخلية أى فى اتجاه هتلر مباشرة، وبعد ذلك خطا خطوة إلى الوراء، وانتظر بضع ثوان وخرج.
تنبه كيتل بعد لحظات إلى غياب شتاوفنبرج، فخرج يبحث عنه ويخبره بأن دوره فى الكلام قد اقترب، فلم يجده فى ردهة الانتظار، وقبل أن يدخل كيتل قاعة الاجتماع، انفجرت القنبلة.
وصل شتاوفنبرج برلين واتصل هاتفياً بالجنرال أولبرخت ناقلاً إليه "مات هتلر". قتل فى الانفجار أربعة هم جنرال شمونت، جنرال الطيران كورتن، كولونيل برانديث الذى غير اتجاه الحقيبة بعدما تعثر بها، وكاتب الأخترال بيرجر وفى برلين تمكن فريق المتآمرين من السيطرة على مبنى وزارة الحربية ومقر القيادة العامة للجيش، ونصب الجنرال فيتزليبن نفسه القائد الأعلى للجيش الألمانى؛ لكن انكشفت خطوط مؤامرة "20 يوليو".
أعدم الجنرال أولبرخت والكولونيل ميرتز والكولونيل شتاوفنبرج، والملازم هافتن، فأنزلوا جميعاً ساحة السجن وأعدموا رمياً بالرصاص على ضوء مصابيح السيارة. أعدم هتلر شنقاً 22 جنرالاً، وانتحر 58 أشهرهم روميل.