كيف يمكن للقهر والظلم والبطش الأمنى أن يصنعوا إرهابيًا عتيدًا؟؟.. كيف للظلم أن يستطيع تحويل شخصًا ما، من شاب رومانسى حالم بحياة أفضل ومجتمع مثالى إلى "إرهابى قاتل" وظيفته الوحيدة هى إراقة الدماء؟، وهل الشخص هو من يورط نفسه ليصبح إرهابيا وقاتل محترف؟، كل هذه التساؤلات يجيب عنها مسلسل "أبو عمر المصرى"، وذلك حسب الرواية الأصلية، مع التحفظ على التغيرات، الإجابة فى رمضان 2018.
فخر الدين هو بطل رواية "أبو عمر المصرى" التى ألفها الكاتب عز الدين شكرى، وسيناريو وحوار الكاتبة مريم ناعوم، ليقدمها المنتج طارق الجناينى والنجم أحمد عز والمخرج أحمد خالد موسى فى مسلسل درامى يعرض فى شهر رمضان المقبل.
أحمد عز يجسد شخصية "فخر" هو محام مثالي، أراد أن يحرك المياه الراكدة والساكنة فى المجتمع المصرى من خلال تأسيسه هو ومجموعة من أصدقائه المحامين الجدد "تنظيم سلمي" يسعى لإيجاد حلول لمشاكل وقضايا المواطنين البسطاء بعيدا عن مافيا المحاماة وأسعارهم المبالغ فيها.
ومع تصاعد الأحداث، هذا التنظيم سرعان ما يثير غضب الأجهزة الأمنية فى الدولة، الذى لا يجد وسيلة قانونية لإيقاف نشاط هؤلاء الشباب الحالمين بمجتمع مثالى فيلجأ إلى وسائل أخرى "خارج اطار القانون"من خلال تصفية اعضاء هذا التنظيم.
ينجو فخر الدين من محاولة اغتياله و التى يقتل فيها ابن خالته عيسى فيهرب إلى فرنسا منتحلا شخصية عيسى ابن خالته الذى كان يتأهب للسفر الى باريس لدراسة القانون.
وتبدأ مريم ناعوم فى الحلقات النصفية من المسلسل، سرد الأحداث بطريقة مختلفة ومفاجأة ومثيرة للجمهور، حيث أن فخر الدين "احمد عز" أثناء إقامته بفرنسا، يكتشف كيف نكلت الأجهزة الأمنية بأصدقائه ورفقائه ليعلم كيف آلت مصائرهم و يلتقى هناك بمحبوبته القديمة التى تنجب له ابنا هو "عمر" ثم تموت و هى تنجبه، تظلم الحياة فى عينى فخر الدين، ليقرر ان ينتقل بصحبة طفله "عمر" للعيش بالسودان ليعمل ضمن احد المشروعات الإستثمارية هناك المملوكة لأحد أثرياء الخليج.
وتتحول الأحداث فى غربلة حقيقية للبطل، خصوصا مع بداية التحولات التى تطرأ على شخصيته ليتحول الى كادر مهم من كوادر احد الجماعات الإسلامية المسلحة و التى تتورط فى تفجير السفارة المصرية بالسودان.
يهرب "فخر الدين" إلى افغانستان لتبدأ مرحلة جديدة تماما من حياته حيث يعيش فى احد معسكرات تدريب المجاهدين فى أفغانستان ليتدرب تدريبات فى غاية الصعوبة و المشقة لتتبدل شخصيته تماما و يتحول من شخص مسالم حالم بمجتمع أفضل إلى "قناص" لا يشق له غبار، مهمته فقط هى حصد الأرواح تحت بند الجهاد والصراع بين الجماعات المتحاربة فى أفغانستان.
ومع اقتراب الحلقات الأخيرة من المسلسل، تبدأ مريم ناعوم فى خطف الأذهان والعيون حول ما سيفعله فخر الدين فى حياته، وفى مفاجأة كبيرة يقرر فخر الدين العودة إلى مصر لكى يثأر لنفسه من كل ممن أوصلوه الى هذه الحالة، لكل من نكل به وأهله وأصدقائه، لكى يصفى حسابه مع كل من قابله فى طريقه وظلمه.
وبطريقة "الفلاش باك"، يتحول لقاتل محترف يقتل كل من أهانه يومًا ما بدءًا من ناظر المدرسة مرورًا بعمه الذى استولى على ميراثه وقائد وحدته العسكرية الذى كان يعتزم تحويله إلى محاكمة عسكرية إبان حرب تحرير الكويت، وغيرهم الكثيرين ممن لم يصادفهم أو يقابلهم من قبل وإنما هى شهوة الدم.
وفى غمرة كل هذه الدماء التى لم تروى شهوة الإنتقام لديه، ينسى ابنه عمر، الذى نسيه فى السودان والذى لم يتذكره إلا عندما علم أن الجماعة الإسلامية، حكمت عليه بالإعدام لخيانته لهم.
المسلسل يتتضمن أحداثًا كثيرة وخيوط درامية مختلفة تجعل كاتب السيناريو والحوار، يتحفظ على بعض الجمل الحوارية والرؤية الفنية تختلف عما كتب فى الرواية، ولكن الرواية تطرح الكثير من علامات الإستفهام حول دور الأجهزة الأمنية وممارساتها فى صناعة الإرهاب وأيضًا حول فكرة فلسفية وهى هل الإنتقام يشفى غليل صاحبه أم أن الإنتقام كالماء المالح الذى لا يروى عطشا، وهل الظلم فقط المسؤل الوحيد عن صنع الإرهابى؟ الإجابة فى مسلسل "أبو عمر المصرى" يعرض فى رمضان 2018.