"مظاهرة مزيكا".. أبسط وصف لذلك المشهد المهيب الذي شهدته مكتبة الإسكندرية، بدخول أكثر من 4 آلاف شخص في مشهد أشبه بتظاهرة جماهيرية على مدار ثلاث ساعات متواصلة، هاتفين بشعار واحد "مسار يا دولة" زلزل المكان، طوال عرض فرقة مسار إجباري الغنائية، في مشاركتها السنوية بمهرجان الصيف.
ما إن نطق هاني الدقاق فوكال الفرقة بكلمات "صباحك ضحكة بتسكر ساعاتي الجايه من يومي، صباحك عين بتخترلي بذوقها الحلو في هدومي"، حتى تزلزل المكان حرفيًا بصيحات جماعية لمئات الحضور ممن دخلوا في وصلة غنائية مفاجئة بترديد بقيتها "تدوم الضحكة ويدوم وجودك كل أول يوم"، وتلألأت الساحة الأمامية لمسرح المكتبة المكشوف بأنوار هواتف الجمهور في مشهد يقارب تلألؤ النجوم في السماء في ليلة صافية.
"شيروفوبيا" و"مرسال لحبيبتي" و"اقرا الخبر" و"كانت هتفرق"، أبرز المحطات الغنائية التي مرت بها مسار إجباري خلال الحفلة بتقديم باقة من أشهر أغانيها، ولم يكن صعبًا على الدقاق أدائها حتى وإن نسى كوبليهات منها إذ كان الجمهور جاهزًا بترديدها عن ظهر قلب، لتعطى حماسة الجماهير دفعة أدرينالين "اوفر دوز" للموسيقيين لاستعراض مهاراتهم في صولوهات العزف سواء على الجيتار لمحمود صيام وأحمد حافظ، وقوة الإيقاعات لتامر عطالله وحتى رقصات الكيبورد لأيمن مسعود، لتتحول خشبة المسرح إلى وصلة استعراضية من الموسيقي صعب تكرار حالتها.
أكثر من ساعتين زمن هي عمر الحفلة تمكنت مسار إجباري من خطف عقول الحضور بكل سهولة بوصلة غنائية متنوعة المذاقات بين أغنياتها القديمة والجديدة، لتتصاعد وتيرة الحماسة تدريجيًا بين الهادئة نسبيًا في "كانت هتفرق" و"أوقات"، وبين لمسات الرومانسية على طريقة مسار في "زيك أنا" ورائعة "مرسال" وصولًا لقمية الصراخ الجماهيري مع "متخافش من بكرا" و"تقع وتقوم" و"بقيت حاوي"، وتمكن مصور الفرقة كريم صالح، من تلخيص تلك المظاهرة الغنائية في مجموعة صور تخلد للذكرى.