منذ أيام تداول رواد السوشيال ميديا نص مكالمة هاتفية من الزعيم عادل إمام إلى الفنانة إسعاد يونس، مطالبا فيها بتغيير اسمها ليصبح إسعاد مصر بدلا من إسعاد يونس ومدح ببرنامجها صاحبة السعادة، مما جعل إسعاد يونس تزرف بالدموع كما ذكرت فى نص المكالمة، ولا شك أن برنامج صاحبة السعادة هو البرنامج الأكثر نجاحا على شاشات التلفاز، والكثير ممن أصبحوا يتجنبوا مشاهدة البرامج، جاءت الفنانة إسعاد يونس لتغيير معايير البرامج المنتشرة على الفضائيات، لدرجة أن الزعيم عادل إمام الذى أسعد الملايين قرابة النصف قرن يعترف أن إسعاد يونس أسعدته، ولكن ما السبب فى إجماع هذا الكم من المشاهدين على البرنامج.
1.رغم أنها تطل مرتدية ملابس وإكسسوارت أنيقة إلا أنها اعتمدت على البساطة والعفوية فى حواراتها، فلم تخجل مثلا من الأكل بأيديها أمام الشاشة مثلما فعلت فى حلقة "الرمرمة" أو عندما أكلت "الطعمية" فى حلقة الفنانة سهير البابلى محاولة استرجاع ذكريات "بكيزة وزغلول"، وعندما يطلق عليها الضيوف صاحبة السعادة، ترد بقولها: "صاحبة السعادة هى مصر".
2.إسعاد يونس فى الأصل إعلامية بدأت مشوارها كمذيعة فى إذاعة الشرق الأوسط، وهو ما ساعدها على تقديم البرنامج بحرفية شديدة، ليست مثل الكثير من الممثلين الذين لا يمتوا للإعلام بصلة ولكن قرروا بتقديم برامج لتكون "سبوبة" أو لغرض الإنتشار أو التجربة فى المشاهدين.
3.بعد أن أنهت مشوارها الإعلامى بدأت مشوارها التمثيلى، وقدمت العديد من المسرحيات والأفلام والمسلسلات وأشهرها "بكيزة وزغلول" ثم اتجهت إلى إنتاج وتوزيع الأفلام وأنتجت العديد من الأفلام الناجحة والتى وتهتم بالقضايا السينمائية، وهو ما جعلها فنانة حقيقية، عندما تستضيف فنان تشعر بما يعانيه فى حياته الشخصية أو التمثيلية، وتشعر بالرسالة التى يرغب فى توصيلها وطموحاته لأنها ابنة مجاله.
4.لا تعتمد إسعاد فى حواراتها على إحراج الضيف أو كشف فضائحه أو الدخول فى تفاصيل الحياة الشخصية مثلما يلهث الكثير من مقدمى البرامج وراء فضائح الضيوف للفت النظر وجلب أعلى نسب مشاهدة على حساب الضيف، فكان غرضها الأول والأخير هو أن يظهر الضيف بصورة مشرفة، وهو درس إلى مقدمى البرامج الذين يلهثون خلف فضائح الضيوف وإحراجهم وهو أن ظهور الضيف بصورة مشرفة يحقق نجاح البرنامج مثلما فعل "صاحبة السعادة".
5.من خلال حلقات البرنامج، ذكرت إسعاد أنها قامت بتجربة العديد من الأشياء وليس التمثيل والإنتاج فقط فنجد أنها خاضت تجارب غنائية، وهو ما جعلها تتنوع فى اختيار ضيوفها وتفهم فى عملهم، وهو ما دفعها لتقديم حلقات عبارة عن مشاريع غنائية وهو تناول موضوع محدد وعرض أغانية مثل حلقات 100 سنة سينما ونادى السينما وغيرها.
6.منذ أن عملت فى الإعلام فى فترة السبعينات استطاعت تكوين صداقات مع فنانين وإعلاميين من جيل العمالقة والتى خلقت لها ذكريات دائما نجد شيء أشبه بالحسرة فى قلبها عند ذكر اسم من أسامى هؤلاء، واستطاعت أن تستضيف شخصيات لم نعد نراهم مثل نجوى إبراهيم فريدة الزمر إبراهيم الكردانى إيناس جوهر ومقدمى البرامج الإذاعية القديمة فى حلقة هنا القاهرة.
7.بالرغم من إنها حضرت جزء من وقت جيل العمالقة إلا أنها لم تتعامل مع الفنانين الشباب بنوع من الكبرياء مثلما يفعل الكثير الذين يروا أن جيل الشباب من وجهة نظره جيل "تافه" ولا يوجد غير أبناء جيله الذى نعيش على ذكراهم، فلم تخجل إسعاد من التعبير عن إعجابها بالأصوات الشبابية التى تحضر حلقاتها، وتلتقطها عدسة الكاميرا وهى مندمجة معهم، مثلما فعلت مع محمد الشرنوبى فى إحدى الحلقات عندما أنهى غناء أغنية "بحبك ياصاحبى" وحيته بشدة وقالت "يازين ما خلفت يافاروق ياشرنوبى".
8.إسعاد يونس باللغة العامية "مذاكرة الناس" هى تعلم ما يرغب المشاهد برؤيته، وتعمل جاهدة على جلبه، فهى تعلم أن المشاهد فقد الاستمتاع بلذة الأشياء التى تعرض حاليا بالرغم من مدى تطورها، وانتشار الفضائيات، فقدمت عدة حلقات اعتمدت فيها على فكرة النوستالجيا أو الحنين إلى الماضى، محاولة رسم بسمة على وجه المشاهد بمجرد رؤية ضيف مثل المطربة حنان أو االمطرية داليا وغيرهم من الشخصيات التى ظهرت فى فترة الثمانينات ,اختفوا لأسباب غير معروفة.
9.حاولت إسعاد يونس فى أن تدعم اقتصاد بلدها بطريقة غير مباشرة، ففى حلقات "صنع فى مصر" قدمت العديد من المنتجات المصرية، وجعلت المشاهد يشعر بقيمة المنتج المعروض أمامه على الشاشة، ثم وضحت بعد عرض الحلقة بأيام أن هذه المنتجات تم نفاذها بشكل كامل من الأسواق، فلم تستخدم الطريقة المباشرة التى يلجأ إليها الكثير من الإعلاميين الذين يصيحون على الشاشة بقولهم "اشتروا المصرى".
10.وجود فريق إعداد قوى يبحث خلف المواضيع التى تثير فضول المشاهد وتقديمها بشكل يفاجئه، ففى معظم الحلقات نجد مواد وفيديوهات قديمة قد تكون عرضت منذ عدة سنوات ونساها المشاهد وأراد البرنامج تذكيرهم بها، لتكتمل حالة الحنين إلى الماضى.