عادة لا تجذب الأفلام الحربية التاريخية الكثير من الجماهير، خاصة أن الأحداث تكون معروفة للجميع، إلا أن فيلم Dunkirk غيّر جميع المفاهيم وجذب الملايين لمشاهدته من مختلف انحاء العالم وحقق في 10 ايام ايرادات خيالية، على الرغم من أن الفيلم معروفة نهايته لكل شخص لديه أدنى قدر ممكن من المعلومات التاريخية، لكن إخراج كريستوفر نولان استطاع جذب المشاهدين للقصة من البداية للنهاية بشكل متميز جدا.
الفيلم يحكي عن حصار القوات الإنجليزية والفرنسية في منطقة دينكيرك، في فترة الحرب العالمية الثانية، ومحاولتهم الهرب من المنطقة بسرعة قبل القصف الألماني الذي حاول إيقاف جهود الإجلاء بأي شكل.
الفيلم من تأليف وإخراج كريستوفر نولان، البطولة كانت من نصيب توم هاردي وكينيث براناه ومارك ريلانس مع سيليان ميرفي وهاري ستايلز، الأداء التمثيلي لكل الأبطال كان متميز جدا، وكان من الواضح أن الصراع لم يكن مع الألمان بقدر ما كان مع الخوف والقهر والشعور بالانهزام وخسارة الحرب، وهو الشيء الذي استطاع الممثلين تقديمه للجمهور بوضوح من خلال أدائهم التمثيلي المتميز.
سيناريو الفيلم انقسم إلى 3 اتجاهات أساسية؛ الأول قصة الطيار الذي يحاول ايقاع أكبر قدر ممكن من الطائرات الألمانية، الثاني الجندي الذي يحاول النجاه من جحيم (دينكيرك) واخيرا الرجل العجوز المدني الذي يحاول ان يكون له دور.
موسيقى الفيلم لهانز زيمر كانت رائعة، لكنها غير صالحة للسماع كموسيقى مستقلة بذاتها، وتمت إضافتها مع الأحداث والمشاهد بحيث يكون الفصل بينهم صعب، أما الأزياء فكانت ممتازة ومعبرة عن فترة الحرب العالمية الثانية، لكن الشارات على الطائرات الحربية لم تكن واضحة وهو ما أصاب الجمهور بالحيرة هل الطائرات أمريكية أم ألمانية، ديكور الشواطئ والسفن الضيقة كان بالفعل من أجمل الأمور في الفيلم.
حوار الفيلم على الرغم من قلته إلا أنه كان قويا ومتميزا، واستطاع إمساك كل التفاصيل بحزم وقوة دون أن تغيب عنه أي تفصيلة منها، والفيلم من إخراج كريستوفر نولان.