ارتبط الجماهير بالعديد من الأعمال الدرامية التى شكلت وجدانها وحققت نجاحا كبيرا ورغم مرور العديد من السنوات إلا أنها ظلت محفورة فى أذهانها تحتفظ برونقها لديها مع إعادة عرضها فى كل مرة على القنوات، وربما ذلك دفع بعض الجهات الانتاجية لاستغلال هذا النجاح الكبير وإعادتها إلى الحياة من جديد بتقديم أجزاء جديدة بصناع جدد وخاصة بعد رحيل أغلب صناعها الأصليين، على أمل أن يستكملوا هذا النجاح، دون أى حسابات والدخولى فى تحدى ومجازفة.
وينطبق هذا على الجزء الثانى من مسلسل "أفراح إبليس" الذى عرض الجزء الأول منه عام 2009 من خلال دراما صعيدية من تأليف الكاتب الراحل محمد صفاء عامر الذى يمتلك رصيدا من الأعمال الدرامية الناجحة ما زالت تعيش فى الذاكرة رغم مرور سنوات طويلة، وتولى إخراج هذا الجزء الراحل سامى محمد علي.
وعلى الرغم من أى عمل درامى تبقى روحه فى مؤلفه ومخرجه أصحاب الرؤية الحقيقية التى ساهمت فى نجاح العمل إلا أن الجهة المنتجة قررت أن تتخلى عن ذلك وتقبل التحدى بتقديم جزء ثان بفكر جديد بعد حوالى 8 سنوات بإسناده للمؤلف المبدع مجدى صابر وللمخرج الشاب أحمد خالد أمين، مع الاحتفاظ ببعض أبطاله الأصليين وعلى رأسهم جمال سليمان وجارى تصويره حاليا، ليبقى العمل فى انتظار حكم الجمهور الذى ارتبط بالجزء الأول ارتباطا شديدا ليصدر حكمه النهائى فور عرضه.
مسلسل أفراح إبليس
ونفس الأمر ينطبق أيضا على مسلسل "حدائق الشيطان" الذى عُرض عام 2006، وقام ببطولته أيضا جمال سليمان رغم الهجوم الذى تعرض له صناع العمل قبل عرضه وهما الثنائى الراحل الكاتب محمد صفاء عامر، والمخرج إسماعيل عبد الحافظ للاستعانة بنجم سورى لتقديم دور صعيدى وهى شخصية مصرية خالصة.
إلا أن هذا الهجوم لم يصمد كثيرا أمام إبداع الثنائى واللذين يعتبران من أهم أعمدة الدراما، ويعد كل منهما أشبه بالساحر الذى ينجح فى خطف قلوب الجمهور وجذب انتباهه بأعمالهما ونجح العمل نجاحا كبيرا وربما دفع هذا النجاح بعدها بعامين جهة انتاجية آخرى للاستعانة ببطل المسلسل جمال سليمان فى عمل صعيدى آخر وهو العمل السابق "أفراح إلبيس".
وفى الوقت نفسه تستعد الجهة المنتجة لمسلسل "حدائق الشيطان" لتقديم جزء ثان من العمل رغم رحيل مؤلف ومخرجه حيث تم اسناده للكاتب ناصر عبد الرحمن والذى انتهى من كتابة العمل كاملا ويدور فى 30 حلقة بالتعاون مع المخرج حسنى صالح ومن المقرر انطلاق تصويره قريبا.
حدائق الشيطان
ورغم الإيمان الشديد من الصناع الجدد للمسلسلين السابقين "حدائق الشيطان"، "أفراح إبليس" بالأجزاء الجديدة والمراهنة على نجاحها إلا أن التجربة أثبت غير ذلك بعدما خرجت أيضا إحدى الجهات المنتجة لإحياء رائعة الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، وعمدة المخرجين الراحل إسماعيل عبد الحافظ وهى "ليالى الحلمية" والتى انطلقت أولى أجزائها عام 1987، وحققت نجاحا كبيرا، دفعها لاستكمال العمل حتى الجزء السادس.
ومع محاولة الجهة المنتجة الجديدة لإعادة العمل إلى الحياة مرة آخرى باسناده إلى صناع جدد هما المؤلفان أيمن بهجت قمر وعمرو محمود ياسين بالتعاون مع المخرج الكبير مجدى أبو عميرة مع الاحتفاظ ببعض أبطاله ورغم أيضا أن الثلاثى السابق يمتلك كل منهم أدواته وتاريخه الفنى الناجح إلا أنهم لم يستطيعوا أن يحققوا النجاح المطلوب فى الجزء السادس والجديد من العمل الذى عُرض ضمن موسم رمضان 2015، لتثبت التجربة أن أهم أسرار هذا النجاح إلى جانب عوامل آخرى، كان صناعه الأصليون، وتبقى الأعمال الجديدة المنتظر عرضها وخروجها إلى النور وتسير على خطى هذا العمل فى مأزق كبير، ليطرح السؤال نفسه هل ستنجح هذه الأعمال فى تخطى هذا الأمر؟.
مسلسل ليالى الحلمية