يوم «زينة» هو يوم أقرب بيوم كل أم مصرية، فلا تختلف تفاصيل حياة «زينة» عن كل التفاصيل، التى ترتبط بأي سيدة المصرية، على مر العصور ومختلف الطبقات، فيومها مقسم بين توأمها زين الدين وعز الدين، اللذين يفوزان بكل الوقت، ويأتيان على قمة الأولويات على مدار اليوم، بل إن باقى تفاصيل يومها، هى أمور مرتبطة أيضا بهما، وبين دراستها ومذاكرتها، ثم فنها وتصوير أعمالها.
تستيقظ «زينة» مبكرا، ويبدأ يومها بطفليها «عز وزين»، حيث يستيقظان معها ليستعدا للذهاب إلى الحضانة، تصحبهما إلى الحضانة، ثم تنتظر حتى موعد خروجهما، لتعود وتصحبهما إلى منزلهما، وهنا تبدأ متعة «زينة» عندما تسألهما عن يومهما، كيف كان، ويحكيان لها بالتفصيل، فهى ليست فقط أمهما، ولكن صديقتهما، التى يثقان بها كل الثقة، ثم يأتى موعد الغداء، ليتناولا غداءهما، وما أجمل أن يكون الغداء «رز وملوخية»، فهما لا يملان من تناول هذه الوجبة، حتى إن قدمتها لهما كل يوم، ومن بعدها يأخذان قسطا من النوم، وعندما يستيقظان، يكون قد حان موعد مشاهدة أفلام الكارتون، التى يعشقانها، كما تفعل «ماما زينة»، فهى تعشق مشاهدة أفلام الكارتون والأنيميشن، لأنها ترى به عالم آخر أكثر طيبة وبساطة من الواقع، ويبدو أن «زين وعز»، ورثا عن «ماما زينة» موهبة التمثيل، فوقت اللعب معها، يتقمصان بعض الشخصيات الكارتونية، لتخوض هى الأخرى معهما فى هذا العالم، ويتعامل ثلاثتهم كأبطال فى فيلم كارتون، وبعدها ينامان فى تمام الثامنة مساءً، ليبدأ يوم جديد بتفاصيل شبيهة أو مختلفة على حسب اليوم.
بعد أن يذهب «زين وعز» إلى الحضانة، تعود زينة، لتبدأ استعداداتها لعودتهما، وكأى أم، تذهب لتشترى «الخضار»، حيث قالت: أنا شاطرة جدا فى الأكل، وبعرف أنقى الخضار كويس، وإذا وجدت فى طريقى أى عربية خضار أو فاكهة بنزل وأقف وأنقى زى أى ست دون أى مشكلة، وعندما أعود أبدأ فى تحضير الأكل، أغسل الخضار جيدا، فأنا لهلوبة، «بطبخ كل الأكلات ومفيش حاجة بتقف أمامى».
تدرس زينة حاليا فى كلية الحقوق، فقد قررت أن تدرس الحقوق بعدما شاهدته من ضياع حقوق كثير من الناس، لأنهم على غير معرفة بحقوقهم أو بالقوانين التى تضمن هذه الحقوق، خاصة هؤلاء الذين لا يستطيعون توكيل محام للدفاع عنهم.
عن إحساسها بالعودة للدراسة والمذاكرة، خاصة فى مجال المحاماة قالت زينة: أشعر بإحساس رائع، خاصة أننى أدرس مواد أستمتع بها كثيرا، وتفيدنى جدا، وأقابل كثيرا من الزملاء يستغربون، لماذا أنا هنا بينهم، لدرجة أن أحدهم سألنى «أنت ناقصك إيه عشان تيجى هنا»، وأجبته أننى ينقصنى الكثير، وأنى على غير دراية كافية بالقوانين، وهذه الميزة فى دراسة الحقوق، فأنت تعرف ما لك وما عليك.
خلال اليوم تجد «زينة» لنفسها مساحتها الخاصة، تجلس لتستعيد ذكريات أمومتها، وكيف كان إحساسها عندما سمعت من «زين وعز» كلمة «ماما» لأول مرة، هذا الإحساس الرائع، الذى تشعر به، وتتمنى ألا يحرمها الله منه، مع أول كل شىء يقومان به، تستدعى زينة تفاصيل حياتها معهما، وكيف تغيرت شخصيتها من أجلهما، فقد أصبحت أكثر هدوءا الآن، بعدما كانت «تافهة»، كما تقول، لم تعد تشغل بالها بكل شىء، ولا تجادل من يقول معلومات خطأ كما كانت، فقط هى تعطى لكل شىء حجمه الحقيقى.
تتذكر زينة أيضا والدها، الذى كان أول حب فى حياتها، هو دائما معها، وتحتفظ بساعته، كما تحتفظ بملابسها وهى صغيرة، ودائما تشعر بأنها تفتقده.