الأنفاس محبوسة والأعين تترقب الحلم الكبير، كيف لا والتأهل لمونديال روسيا لا يفصلنا عنه سوى هدف فى مرمى الكونغو، هدف واحد وكرة تلامس شباك المنتخب الكونغولى تتأهل مصر بفضلها إلى المونديال للمرة الأولى منذ 28 عامًا بعيداً عن التعقيدات التى طالما اعتدنا عليها.
الآمال كبيرة أكثر من أى مرة والمنافسون للمرة الأولى يلعبوا لصالحنا ما يعنى أن العقدة بصدد الانكسار، وما هى إلا لحظات قبل محو آثار النحس الذي يطول الفراعنة فى كل مرة نقترب فيها من التأهل ويضيع الحلم بعدما يصبح وشيكاً مرة على يد طوبة وأخرى بفرص ضائعة من لاعبينا، ومرات يضيع فيها التأهل على يد منتخبات لا تقبل الخسارة، ولكن تلك المرة الأمر أسهل من ذى قبل والتأهل بات وشيكاً، خاصة بعد تعادل المنتخبين الذين ينافسوا مصر على ورقة التأهل بتعادل إيجابى بالأمس ترك الساحة للمنتخب المصري الذي يجد نفسه مرشحاً فوق العادة للتأهل فالمباراة في مصر ومنافسنا هو الأضعف، ولكن يتبقى شبح الماضى يطاردنا مهما كانت سهولة المباراة؛ لأن الفراعنة طالما خسروا تأهلهم على يد الصغار، ولكن تلك المرة غير كل مرة؛ لأن لاعبى مصر مصممون على هدفهم ولن يخذلوا جماهيرهم التي تسابقت طوال الأيام الماضية على الذهاب إلى برج العرب لمؤازرة منتخبهم ووراءهم ملايين على المقاهى يدعون كلهم فى نفس واحد بتحقيق فرحة طال انتظارها.
صورة أرشيفية لاحتفال لاعبى مصر خلال التصفيات
ولكن ما الذى أوصل مصر لتلك النقطة وجعلنا على أعتاب التأهل؟.. هذا ما نسلط الضوء عليه فى التقرير التالى خاصة بعدما ردد البعض مؤخراً أن مصر حالة تأهلها سيكون ذلك بسبب منافسيها فقط، وهو الأمر البعيد تماماً عن الحقيقة، ولا يتصل بها من قريب أو بعيد، نظراً لأن لاعبى مصر هم من أوصلونا لتلك النقطة، وبالتالى ما هى إلا 90 دقيقة عليهم إكمال ما بدأوه خلالها لدخول التاريخ من أوسع أبوابه.
محمد صلاح وعبد الله السعيد
أهداف مصر والكونغو
2/ المبارة الثانية أصعب من أى مباراة سابقة، فهى أمام غانا كما ذكرنا التي اعتادت الذهاب إلى المونديال خلال السنوات الماضية، وأصبحت القوة الضاربة فى أفريقيا، وخير ممثل لها فى المونديال، بعدما صاروا الخليفة الشرعى لكاميرون ايتو ونيجيريا كانو واوكوشا، وما زاد من صعوبة اللقاء أن غانا أتت إلى القاهرة جريحة بعد خسارتها المفاجئة من أوغندا، ولذلك كان السبيل إلى ابتعادهم عن شبح عدم التأهل هو الفوز على مصر في برج العرب، وصار أغلب مشجعى مصر يتمنون التعادل ويحلمون بالفوز الصعب الذي تمكن منه لاعبونا وجهازهم الفني ببراعة يحسدوا عليها خلال لقاء أداروه بأعصاب هادئة عقب هدفين آخرين من قبل محمد صلاح وعبد الله السعيد ذكّرا بها حازم إمام وحسام حسن وأفضل ثنائيات الكرة المصرية عبر التاريخ.
أهداف مصر وغانا
3/ المباراة الرابعة أمام أوغندا وحلم التأهل بات صعباً، والفوز لا مناص منه بعدما خطفت أوغندا المركز الأول لصالحها، وأثبتت أنها مفاجأة أفريقيا هذا العام عقب تمكن لاعبيهم من وضع أوغندا على خريطة الكرة بالفوز على غانا ومصر، ليقتربوا من التأهل أكثر من أى وقت مضى، ما زاد من الضغوط على كاهل كوبر ولاعبيه الذين تمكنوا من الفوز في مباراة، رغم ضعف الأداء بها إلا أنهم حققوا المطلوب، وفازوا بهدف نظيف استرجعوا بها صدارة المجموعة، وانتظروا موقعة غانا وأوغندا قبل مباراة مصر مع الكونغو ليثبتوا أن ترشحهم للمونديال بهذا الشكل ما هو إلا نتيجة حتمية لما قاموا به طوال الفترة الماضية استرجعوا فيها هيبة المنتخب المصرى، وأعادوه على الخريطة الأفريقية، بعد غياب وفشل في التأهل إلى بطولة أفريقيا ثلاث مرات قبل العودة إليها، والتأهل إلى النهائيات، بالإضافة إلى الترشح لكأس العالم.
ملخص مباراة مصر وأوغندا