"أنا فى دوامة الدنيا، بلف وألف، بتتقل خطوتى مرة ومرة تخف".. بمثل هذه الكلمات الممزوجة بجرعة أوفر دوز من مزيكا الروك، فاجأت الفرقة الإسكندرانية قرار إزالة جمهور المزيكا البديلة فى مصر، بإطلاق أجدد أغنياتها المصورة "شريط بيسف"، أول كليب رسمى يلخص انطلاقتها الموسيقية الجديدة فى ألبومها الأول "دور ملعوب".
ورغم اعتبار الكليب الجديد من بشائر ألبوم الفرقة الجديد، والذى ظهر للنور منذ أيام، إلا أنه قد يعيد جمهور قرار إزالة إلى نوستالجيا أول كليباتها المصورة منذ 5 سنوات، عبر أغنيتها الأكثر شهرة "أنا الكافر"، والتى أطلقت شهرتها فى الساحة الموسيقية بمصر بجرأتها فى المحتوى الكلامى وظهرت إبان اشتعال فتيل السخونة السياسية فى تلك الأوقات، وحفرت مقولتها التاريخية -إن جاز وصفها بذلك- فى عقول الجيل الحالى بشكل خاص لما تجسده من عدة معان من حيث رفض الواقع والانحصار فى إجبارية الحياة فى روتين عمل ودراسة بعيدة تمامًا عن حلمهم، وبين رفض معتقدات دينية وفكرية فرضت عليهم منذ نعومة أظافرهم، لتتلخص كل تلك المشاعر المتضاربة وزحام الأفكار والصراخ النفسى فى مقولة "أنا الكافر فى كل شريعة رفضانى، أنا المقتول وأنا الجانى أنا المسحول بأحلامى".
لكن عند المقارنة لأول وهلة بين الكليبين، ستجد ببساطة تطورًا ملحوظًا من حيث المحتوى الموسيقى أولًا والتوزيع، وحتى طريقة الأداء الأغانى للفوكال ياسين محجوب، وصولًا للمحتوى الكلامى، وبعد الفرقة قليلًا عن سكة "السياسة المباشرة" ولعبها على وتر "النفسية" أكثر عبر كلمات تحمل عدة معان من حيث تركيب الكوبليهات، أغلبها تتمحور حول مشاعر إنسانية متقلبة بين الخوف والأمل والحياة والبهجة والترقب وحتى اليأس، وذلك ما تجسد فى فكرة الألبوم بشكل عام، تقول كلماتها "أعاند ياما وأتمرد على المألوف وبطلع ماشى فى الآخر على الموصوف، وأعيد الكرّة وكأنى شريط بيسف، يوم غالب ويوم مغلوب وراضى ولا مش راضى ده دور ملعوب لأنى فى لعبة الأيام مجرد كام سنين عمرى".
وربما تكررت نفس تيمة "المود" فى باقى أغانى الألبوم عامة، مع وجود تيمة تنازلية من قمة الحماسة والأمل فى الحياة، وحتى الاستسلام فى آخر أغنية، وهو ما يتجسد فى أغنيات "حاجات بتعيش" و"مراية حياتى" و"مش مشكلتى" وصولًا للرضوخ للأمر الواقع وتناسى فكرة "التمرد" قليلًا، عبر أغنية "امشى من سكات".
واختارت قرار إزالة أن تخوض تجربة ربط كل الأغانى الـ12 فى الألبوم بفكرة واحدة عامة وهى "دور ملعوب"، ويمكن فهمها من ناحية سياسية أو ياجتماعية أو من منظور "الإنسان نفسه" ودوره المتخبط فى الحياة، وهو ما كشفه ياسن فى حواره لـ"عين"، حيث تحمل كل منها حكاية مختلفة لها عدة معان يفهمها كل من يسمعها بمقصد مختلف عن الآخر، ولكنها تحمل رؤى تجسيدية عن الواقع الحياتى بشكل عام، وتطور الأحوال لجيل الشباب الحالى منذ أيام الثورة وحتى وقتنا هذا، "حالة التخبط" بشكل عام، فى الرؤى الفكرية والشعورية بين حب الوطن وكره العيشة فيه، وعشق الحلم والتعب من المعافرة بدون طائل، وتم ربط دستة الأغانى بلزمة واحدة تتجسد فى كوبليه "دور ملعوب"، رغم عدم وجود أغنية بهذا الاسم أصلًا فى الألبوم.
>> عيش حالة أنا الكافر