"اتقل تاخد حاجة نضيفة".. من منطلق هذه المقولة الدارجة، يبدو أن عمالقة المجال الموسيقى المستقل فى مصر قد اتخذوها شعارًا لهم خاصة فيما يتعلق بأى خبر مفرح لجمهورهم بخصوص "حاجة جديدة" تصدح فى الأفق، وينطبق ذلك فى الوقت الحالى على أقطاب مجال المزيكا البديلة أو "الإندى سين"، أو ما يمكن اختزالها فى وصف "توب فور الأندرجرواند"، مسار إجبارى وكايروكى ووسط البلد وشارموفرز، وكلمة توب هنا لا تعنى تقليل من أى باند آخر موجود فى الساحة سواء قديمًا أو جديدًا، وإنما هى ملخص لفكرة الجماهيرية المتزايدة والطلب على الحفلات الكبرى وحتى فكرة "التسويق" الناجح والأقدمية فى العمر من حيث السنوات خاصة وسط البلد، والتى يتخطى كل باند من الثلاثة الأوائل حاجز الـ10 سنوات فيما فوق ما عدا مستر شارموفر، الذى تسلق سلم النجومية فى وقت قياسى لم يتخط ثلاث سنوات منذ أول حفلة لظهور "شخصيته" الغنائية.
بداية.. مع استثناء فرقة شارموفرز من الحسبة، والتى خرجت من سباق الألبومات لهذا العام، بعد اكتفائها بالنجاح المدوى الذى لاقى أغانيها السنجل على مدار الأشهر الماضية، مثل "إيزى مانى" أغنية فيلم بنك الحظ، و"قرد وللا مانكى" أغنية فيلم "القرد بيتكلم"، وغيرها من الأغانى، ولم تعلن نيتها لإطلاق أى ألبوم جديد حاليًا عقب ألبومها الأول "بارانويا" الذى ظهر للنور منذ عامين، واستثناء فرقة كايروكى التى كسرت كل الأرقام القياسية فى ساحة المزيكا بشكل عام بالنجاح المدوى وغير المسبوق الذى لاقى ألبومها الجديد "نقطة بيضا"، والذى ظهر للنور يوليو الماضى، وتخطت أغانيه حاجز الـ100 مليون مشاهدة على اليوتيوب، ووصلت أغانيه إلى التكاتك والحارات الشعبية خاصة بأغنية "الكيف"، وتربعت بكل بساطة على عرش أكثر الفرق الغنائية نجاحًا هذا العام.
وتنتظر كايروكى غريمها التقليدى فى "السين" فرقة مسار إجبارى، وحتى الأخ الأكبر المتمثل فى فرقة وسط البلد أقدم الفرق فى مصر، لتظهر كل منهما "تنافسية" وتكشف كل منها "ورقها" فى ألبوم كل منهما، خاصة بعد غياب كلا الفرقتين عن الساحة الجماهيرية لفترة طويلة، سنتين بالنسبة لمسار إجبارى عن ألبومها الثانى "تقع وتقوم"، وأربع سنوات عن ألبومها الأول "اقرأ الخبر"، وسنتان أيضًا بالنسبة لوسط البلد بعد ألبومها الأخير "كراكيب".
مع دخولنا الشهر ما قبل الأخير لهذا العام، يبدو أن أنه سيكون "سويت نوفمبر" بالفعل بالنسبة إلى مهووسى الأندرجرواند والمزيكا بشكل عام، فهو الموعد المنتظر لكل كلا الفرقتين لأوراقها الغنائية، بداية من مسار إجبارى، والتى انتهت بالفعل من تسجيل كافة أغنيات الألبوم الجديد والذى لم تستقر بعد على اسمه النهائى، ويضم فى جعبته 10 أغنيات، 90% منها جديد تمامًا حتى عن الظهور اللايف فى الحفلات. وتشير الدلائل الأولية إلى احتمالية ضمه أغنية أو أكثر من آخر ثلاث أغنيات فردية لمسار إجبارى، وهى "شيروفوبيا" و"يارب" و"مطلوب حبيب" والتى ظهرت خلال الأخيرة بـ ستايل موسيقى مغاير تمامًا عن المعتاد فى ألبوميها السابقين وهو ما خلق حالة حيرة "جماهيرية" بين المرحب والمندهش للتغيير، ما يرفع مستوى التشويق لما ستظهر خلاله مسار فى الألبوم الجديد، ومن المقرر أن تطلق الفرقة أولى بشائره خلال هذا الشهر بعدما كان مقررًا نهاية أكتوبر كموعد مبدأى، على أن يظهر الألبوم رسميًا بشكل كامل قبل نهاية السنة، ليكون "ألبوم شتوى" مضاف عليه عبق أجواء الرومانسية والهدوء المتمثلة فى موسم الشتاء على عكس "صيف كايروكى".
فى حين تكمن العودة المنتظرة بشكل أكبر لأكبر الباندات المصرية "سنًا"، وسط البلد، والتى تخوض خلال الألبوم الجديد "بنطلونى الجينز" تجربة تقديم "أطول ألبوم فى مصر"، حيث تتخط أغانيه حاجز الـ12 أغنية، مع ضم من ثلاثة إلى أربعة ريميكسات للدستة، لتكون الحصيلة النهائية مقاربة لـ"15" أغنية أو أكثر، وهو ما يعد الألبوم الأول من نوعه فى مجال المزيكا عامة بمصر الذى يحمل فى جعبته هذا العدد من الأغانى، حيث تنحصر معظم الألبومات الغنائية للفرق وحتى نجوم الكوميرشيال بين 8 إلى 10 أغانى فى الألبوم، وظهرت بشائر الشكل الموسيقى للفرقة مؤخرًا بكشفها عن أول أغنيات الألبوم "شاشة تليفون"، و"قولونى العصبي"، والتى تؤكد أن "فحوى" الألبوم الجديد سيظهر وسط البلد بشكل موسيقى غير متوقع.