"العود".. يعد من أهم وأقدم الآلات الموسيقية القديمة عن الشرقيين، له دوره البارز فى إطراب محبيه وسامعيه، ويعد من الآلات الوترية من الدرجة الأولى، منذ أن ذاع صيته.
ويرجع المصدر فى تسمية آلة العود بهذا الاسم لمادة الخشب المكون الأساسى له، والعود فى اللغة العربية هو كل خشبة دقيقة كانت أَو غليظة، ورطبة كانت أَو يابسة، ويعود تاريخ اكتشافها إلى خمسة آلاف سنة قبل الميلاد.
وللعود العديد من الأنواع منها ما هو العربى المتكون من أخشاب الزان والليمون والجوز والسمسم، والمنتشر في شمال أفريقيا، وبلاد الشام، والعراق، والخليج العربى، وإيران، وأيضا العود التركى: والذى يستخدم في تركيا واليونان، ويتميز هذا العود بوزنه الخفيف، وصوته الحاد، كما أنه أصغر حجماً من العود العربى، كما يعد العود العراقى النوع الثالث من أنواع آلة العود العربى، وأيضا العود الإيراني ينقسم لشقين الأول يشبه العربى إلى حد كبير، والثانى أصغر حجما ويسمى "بربت".
وقد عرفت الحضارة الصينية الأولى نوعا من العيدان قبل ميلاد المسيح عليه السلام، عرف باسم العود الوطنى، وكان من الآلات الأساسية فى الموسيقى الصينية القديمة التى يعتمد عليها فى التلحين ومصاحبة الغناء، كما عرفت الحضارة الهندية القديمة أنواعا كثيرة من العيدان، وكان أشهرها ما يسمى "فينا" ويحتل هذا العود المرتبة الأولى فى الموسيقى الهندية القديمة.
أما الحضارة المصرية الأولى فى عهد المملكة الحديثة حوالى 1580 - 1090 ق.م. عرف الفراعنة الأولون آلة العود التى أتت من بلاد الشام. فاعتمدوا عليها في أداء طقوسهم الدينية وإحياء حفلاتهم إلى جانب آلة الهارب والسيتارة، هذه الأخيرة أخذها المصريون عن سوريا، و قد ظهر نوع من العيدان الفرعونية يطلق عليه العود الكمثرى إبان الأسرة 25 حوالى سنة 750 قبل الميلاد، وقد وجد منه.
يتكون العود من عدة أقسام وأهم أقسامه ما يأتى: الصندوق المصوت ويطلق عليه أيضاً القصعة ويسميه البعض ظهر العود. الصدر أو الوجه الذى يتم إنشاء فتحات فيه، والفرس ويُستعمل لغايات ربط الأوتار بجانب منطقة مضرب الريشة، والرقبة أو زند العود، وهى الموقع الذى يضغط عليه الفنان على الأوتار، والأنف أو العضمة ويكون مكانها في منطقة رأس زند العود من جانب المفاتيح، لتستند عليه الأوتار، والتمكن من رفعها عن الزند، والمفاتيح أو الملاوى، ويكون عددها اثنى عشر مفتاحاً، وتُستعمل لغايات شد أوتار العود، والأوتار هى عبارة عن خمسة أوتار ثنائية، ويمكن إضافة وتر سادس إلى العود، والريشة التي تُستخدم للعزف، وهى التى تصدر صوت الرنين، وهى أيضاً ضرورية فى العود .
ومن أشهر العازفين على آلة العود: "فريد الأطرش، ورياض السنباطى، وسيد مكاوى، ومحمد عبد الوهاب، وطلال مداح، وعمر بشير، ومحمد عبده، محمد القصبجى".