اشتهرت ناهد شريف على مدار تاريخها الفنى بأدوار الإغراء واعتبرها البعض أجرأ ممثلة على الإطلاق خاصة بعد عرض فيلم "ذئاب لا تأكل اللحم" الذى ربط البعض بينه وبين طلاقها من كمال الشناوى الذى يعد حبها الوحيد رغم زواجها من اثنين آخرين، ومرت ناهد شريف بالعديد من المآسى فى حياتها ورحلت بعد صراع طويل مع المرض وتركت رغم مشوارها القصير ما يقرب من 60 فيلم لتصبح واحدة من أهم رموز السينما.
ولدت سميحة محمد زكى أو ناهد شريف كما يطلق عليها في مدينة الإسكندرية عام 1942، توفت والدتها يوم زفاف شقيقتها الكبرى عندما كانت في الثامنة من عمرها، وأصابها الأمر باكتئاب الشديد نظرا لتعلقها الشديد بها، وفشلت محاولات والدها وشقيقتها فى إخراجها من أزمتها النفسية، وساءت حالتها بعد رحيل والدها الذى توفي بعد عامين فقط من رحيل والدتها لتواجه مصيرها برفقة شقيقتها فى الحياة.
ناهد شريف
ولم يستطيع أى شئ أن يخرجها من حالتها النفسية إلا دخولها عالم التمثيل والشهرة بعدما اكتشاف المخرج حسين لموهبتها بعدما تعرف عليها عن طريق زبيدة ثروت، ولم يمنحها فقط لقب ممثلة فقد منحها أيضا لقب زوجة بعدما أحبها وقرر الزواج منها، ولم يستمر هذا الزواج كثيرا بعدما بدأت المشاكل تدب بينهما وإن كان نجم عنه العديد من الأعمال السينمائية الناجحة وأذيع صيتها لتصبح واحدة من أهم النجمات الموجودين على الساحة والتى يتسابق عليها المنتجين والمخرجين.
وجمعتها صداقة قوية بالفنان كمال الشناوى بعدها، الذى قدمت معه العديد من الأعمال منها فيلم "نساء الليل" إنتاج الشناوى، وتحولت العلاقة بينهم لقصة حب كبيرة انتهت بالزواج سرا، بسبب زواجه من أخرى، إلا أنه لم يستمر طويلا أيضا رغم الحب والمشاعر التى جمعتهما بسبب المشاكل، ليبقى الشناوى هو الرجل الوحيد الذى أحبته شريف من قلبها وحتى وفاتها.
ناهد وكمال الشناوى1
تزوجت ناهد شريف من زوجها الثالث إدوارد جرجيان بعدما تعرفت عليه فى لبنان، رغم تحذيرات المقربين لها منه لأسباب عديدة منها لكونه مقامر ومخالف لديانتها الإسلامية، إلا أنه لم تبالى وظل كل منهما على دينه، وأنجبت منه ابنتها الوحيدة "باتريسيا".
وقدمت وقتها العديد من الأعمال منها ومضى قطار العمر وانتبهوا أيها السادة، ولعنه امرأة، والساعة تدق العاشرة، والأرملة تتزوج فوراً، ولم تمر حياتها معه بسلام، إذ كان إدوارد يستنزفها مادياً، وبدت المشاكل بينهم وفى ظل ذلك تلقت صفعة وصدمة قوية بعدما اكتشفت مرضها بالسرطان لتبدأ معاناتها بعد أن اضطرت للعمل رغم مرضها الشديد، وطلبت منه أن يرافقها فى محنتها بالسفر معها إلى لندن لرعاية ابنتهما إلا أنه استغل مرضها في جمع المساعدات المالية بحجة علاجها، ليقوم بتجميعها ويستولى عليها بدلا منها.
لينتهى زواجهما بعد حوالى 5 سنوات بعدما لجأت للسفارة المصرية بلندن، للتخلص من زوجها، وتم الطلاق بعد خلافات عديدة، ورفض زوجها التكفل بابنتهما، وظلت في كنف والدتها المريضة التي أقامت في شقة ببريطانيا مع شقيقتها، وبعد أن أكد الأطباء لناهد استحالة شفائها، عادت إلى القاهرة، و بقيت في مستشفى القوات المسلحة بالمعادي أياماً معدودة، لترحل بعدها عن عالمنا في 7 أبريل عام 1981، عن عمر يناهز 39 عاماً، وكانت وصيتها الأخيرة والتى أوصت بها زوجها السابق كمال الشناوى أن تكون جنازتها في أضيق الحدود، بعيدا عن الصخب الإعلامي، لترحل فى صمت.
ومن أفلامها عندما يسقط الجسد، الولد الغبي، رجب فوق صفيح ساخن، أحلى أيام العمر، سأكتب اسمك على الرمال، والبحث عن المتاعب و، والمهم الحب، وعريس الهنا، الأزواج الطائشون، وبدون زواج أفضل.