عرض أمس الفيلم التونسي "همس الرمال" للمخرج الشهير ناصر الخميري ضمن مسابقة المهر الطويل بفعاليات مهرجان دبي السينمائي الدولي بدورته الرابعة عشر، ونال الفيلم إعجاب واستحسان كل من شاهده خلال عرضه الأول بدبي السينمائي نظرا لاختلاف قصته. يقوم الفيلم على القصص السردي الذي يأتي على لسان أحد الكهول التونسيين الذي يعمل سائق وتستعين به إمرأة سورية عاشت حياتها في كندا لكنها تحرص على تنفيذ وصية والدتها بإلقاء رفاتها عبر إحدى الشلالات في الصحراء التونسية، وخلال الرحلة يبدأ السائق قي سرد قصص لها مدلولات صوفية يمثلها عدد من الشخصيات عبر الفيلم، ويشهد الفيلم على ظهور شرفي للنجمة التونسية درة التي جسدت حماية والدة هذه السيدة بطلة الفيلم.
عقب عرض الفيلم قدم الناقد "أنطوان خليفة" مدير فعاليات الليالي العربية المخرج التونسي الشهير "ناصر الخميري" ليتحدث عن الفيلم، وفي البداية أكد الخميري أنه لا يحب أن يتم تحليل فيلمه على أساس ديني فقد عبر عن الحب من خلال التصوف لكن هذا لا يعني أن تفسر الأحداث على أساس ديني.
وأضاف أنه حرص على أن تكون الصورة في الصحراء وعربية بحتة ليبتعد كل البعد عن نمط الكتابة والسيناريو في السينما الأمريكية ليعطي الفيلم مزيدا من الخصوصية والهوية التونسية والعربية، كما أن كتابة السيناريو لم تستغرق منه وقتا طويلا.
وفجر ناصر مفاجأة أن كل الشخصيات الموجودة بالفيلم فيما عدا البطلين ودرة هم أناس عاديون يخوضون أولى تجاربهم في الأفلام على رأسهم الدرويش المتصوف الذي دارت حوله حكايات الفيلم وذلك لتظهر الصورة في الفيلم حقيقية وأكثر طبيعية.
من ناحية أخرى استخدم "الخميري" خلال الفيلم أغاني باللهجة الفارسية وموسيقى فارسية أيضا، وهو ما برره خلال الندوة بأنه أعجب بها عندما سمعها وقرر أن يستعين بها كما هي لتصل للجمهور كما تخيلها واستمع إليها.
وعن بساطة الأدوات وصورة الصحراء وعدم إظهاره لملامح كبيرة من الحياة التكنولوجية التي نعيشها الآن قال "ناصر الخميري" إننا لا نعبد التقنيات الحديثة، وأن النص والسيناريو هو الأساس كما إنه في هذا الفيلم يحاكي الروح والحياة بداخلها.
