لا يعترف النجم أحمد عيد بشباك التذاكر مثل اعترافه بالقيمة الفنية.. هو فنان يحفر تاريخه على طريقة حنفية المياه "نقطة .. نقطة"، بدءًا من مطلع الألفية عندما صار وجها معروفا فى الشارع المصرى عقب ظهوره فى أفلام "فيلم ثقافى، شورت وفانلة وكاب، وأفريكانو، وقلب جرىء"، وحتى صار بطلا لعدد من الأفلام آخرها المعروض حاليا "خلاويص".
طوال 20 عاما ربما تكون هى عمر أحمد عيد الفنى، لم يقدم سوى ما يقتنع به من أفلام أو مسلسلات، خصوصا فى السنوات الـسبع الأخيرة، إذ بدأ يحدد ملامح مشروعه الفنى بقوة، والذى يتلخص فى القيمة والجودة الفنية بعيدا عن المكسب والربح.. هو يعرف جيدا "العتبة" التى يقف عليها، لذلك لا يمانع من مشاركة نجوم الصف الأول فى أعمالهم.
علاقة أحمد عيد بشباك التذاكر فى صعود وهبوط، هو يصنع أفلاما تكسب قليلا من المادة، وكثيرا من الجماهيرية والاحترام، لا يغضب ولا ينفعل ولا يضع فى حساباته أن فيلم النجم "فلان" تفوق عليه، أو فيلما آخر "أكل منه الجو"، هو لا يفكر إلا فى فيلمه بعيدا عن حسابات السوق.
قناعة أحمد عيد التى أعلمها جيدا تؤكد أنه لم يخسر الرهان على "خلاويص" بل كسب إشادات نقدية من بعض النقاد الذين شاهدوا الفيلم، لكنه بالفعل خسر مكسبا ماديا كان من الممكن تحقيقه لولا خجله من تكثيف الدعاية لفيلمه أو نزوله دور العرض مثلما يفعل زملاؤه من الفنانين، كان من الممكن أن يتحقق لو تدخل مثل النجوم فى الشؤون الإنتاجية لكن "كسوفه" وقف حائلا بين هذا المكسب.