نظم مهرجان «أسوان السينمائى لأفلام المرأة» ندوة عن الناقد الراحل سمير فريد، ضمن فعاليات المهرجان التى تمتد حتى يوم 26 من فبراير الجارى، وتحدث فى الندوة الدكتور خالد عبد الجليل، رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، ورئيس المركز القومى للسينما، والناقد الكبير إبراهيم العريس، والباحث السينمائى المغربى عبد الرازق الزاهر، وتضمنت شهادات عدد من أصدقاء الراحل المقربين، الذين عايشوه طوال مشواره النقدى الممتد لأكثر من 50 عاما، مثل المخرج مجدى أحمد على، والناقدة ماجدة موريس، والكاتب والسيناريست عاطف بشاى.
وقال الدكتور خالد عبد الجليل إن سمير فريد يمثل حالة من التوهج على مدى نصف قرن، إذ كان لديه رغبة جارفة فى احتواء كل المشاريع السينمائية، كما يعتبر أول من انتخب لرئاسة المهرجانات الفنية، بالإضافة إلى أنه يعد أفضل من أدار مهرجان سينما الطفل، ومهرجان الإسماعلية للأفلام الوثائقية، والقصيرة، وعن ذكرياته الشخصية مع الراحل، قال إنه كان مشرفا على مشروع تخرجه، وكان داعما كبيرا له فى المناصب التى تولاها، مشيرا إلى أنه عاصره فى معاركه الكثيرة التى خاضها مثل معركة عودة أصول الأفلام السينمائية، وإنشاء أرشيف سينمائى يدعم جميع إبداعات السينما.
وأوضح العريس أن مصر مرت بلحظات انقطعت فيها عن العالم العربى، سواء فى عصر السادات، أو فى أيام الإخوان، لكن ظل تواصلنا كعرب مع مصر فى تلك الأثناء مقتصرا على جابر عصفور فى الأدب، وسمير فريد فى السينما، مشيرا إلى أن علاقته بفريد بدأت منذ أكثر من خمسين عاما، إذ التقيا فى لبنان بالسبعينيات، وظلت علاقتهما ممتدة حتى وفاته، إذ كان سمير يشجع شباب الموهوبين من السينمائيين على المجىء للقاهرة، ومؤكدا أن سمير فريد كان خير نصير لسينما المرأة فى العالم العربى كله، بل أحيانا كان يتجاوز القيمة الفنية لبعض من يدعمهن لمجرد أنهن نساء.
ويحكى العريس أن سمير فريد كان لديه هاجس "هاملت" وهو الهاجس الذى شاركه فيه يوسف شاهين، الذى كان يتمنى أن يصنع فيلما بعنوان "هاملت الإسكندرانى" مشيرا إلى أن علاقته بشاهين ظلت علاقة بين تلميذ وأستاذه، بينما تحولت مع سمير فريد إلى أخوة حقيقية، فهو أول من حول النقد السينمائى إلى فن بعد أن كان مجرد قصاصات فى الصحف تهاجم أو تمدح.
ورأى العريس أن سمير فريد هو أفضل من أدار مهرجانا عربيا، فقد كانت بصماته حاضرة جدا فى كل تفصيلة من تفاصيل المهرجان، سواء من خلال النخبة التى يستضيفها من النقاد، لتثرى المهرجان بنقاشات، وندوات ثرية، أو من خلال اختياره لمجموعة من الأفلام ضمن برنامج المهرجان الذى لم يشهد مثلها منذ أيام سعد الدين وهبة، لذا أشفقت على الدكتورة ماجدة واصف، والناقد يوسف شريف رزق الله من تولى المسؤولية بعده.
وتحدث الباحث المغربى عبد الرزق الزاهر عن إعجابه الشديد بكتابات الراحل، إذ لم يقابله مباشرة، لكنه وصلته صورة إنسانية كاملة عنه من خلال بعض الأصدقاء المشتركين، مشيرا إلى أنه ينوى بعد عودته إلى المغرب أن يخصص بحثا لدراسة المنهج النقدى فى كتابات سمير فريد، فى محاولة منه للإجابة على سؤال يشغله، وهو كيف تمكن سمير فريد من الجمع بين الكتابة الصحفية التى يسودها الاستعجال، لتكون كتابات نقدية عميقة ومهمة.