ذلك الركن البعيد الهادئ داخل أجمل حدائق القاهرة، بعيدا عن ضوضاء الحياة، وروتينيات العمل، ومآسي البشر، لا مكان هنالك إلا لراحة البال والهدوء النفسي وإن كانت مؤقتة، أنت ومن تحب وموسيقى، في الهواء الطلق، لا يعكر صفو راحتك سوى نسيم عابر يشعرك بقشعريرة برد مؤقتة سرعان ما تنساها فور دخولك في "مود" المزيكا، التي تدفئك بطاقتها، وتجبرك على التمايل على إيقاعاتها، هو مكان بسيط فى أعالي حديقة الأزهر، يتسم بالحميمية في تصميمه، والبساطة في تكوينه، والعمق التام في نوعية الموسيقى التي يقدمها، كان أول مسرح يفتح الباب للتجارب الغنائية العربية فى مجال الإندي ميوزيك لتلتقي الجمهور المصري، تخطى عمره دستة سنوات، قدم خلالها عشرات الحفلات متنوعة المذاقات الموسيقية.
مسرح الجنينة، أحد أبرز الكيانات الثقافية في ساحة الموسيقى البديلة بمصر، والذي احتضن بدايات أشهر التجارب العربية فى أم الدنيا، مثل التونسية غالية بنعلي واللبنانية ياسمين حمدان والفلسطينية كاميليا جبران والجزائرية كريمة نايت والفرقة الفرنسية أورانج بلوسوم والسودانية السارة والفلسطينية ريم بنا والتونسى ظافر يوسف والمغربية أوم، وغيرهم الكثير والكثير من أعرق رموز مجال الإندي ميوزيك بالعالم العربي، ها هو أخيرًا، يستعد لفتح أبوابه من جديد لاستقبال مهووسي المزيكا لتجربة حضور "حضرته اللايف" فى افتتاح موسمه الغنائي لعام 2018، خلال شهر أبريل، عبر ثلاث حفلات مختلفة، بواقع حفلة كل أسبوع، يُمزج خلالها بين روح الموسيقى المصرية مع "تاتش" تونسي للمرة الأولى.
ومع انطلاقة السنة الجديدة، يحتضن مسرح الجنينة أولى حفلات الفرقة التونسية "يوما" فى مصر، وهى من التجارب الموسيقية الفريدة من نوعها المعتمدة فقط على فردين، وتضم الثنائى رامى وصابرين، وتعتمد على تيمة المزيكا الإكوستيك البسيطة، بين الصوت الأنثوى وموسيقى الجيتار، ولفتت "يوما" إليها الأنظار بمشاركتها فى المسابقة الرسمية لمهرجان أيام قرطاج الموسيقية فى شهر أبريل الماضى وحصلت على جائزة الجمهور بالمهرجان، وأطلقت مؤخرًا أول ألبوماتها الغنائية "غبار النجوم"، ومن أشهر أغانيها "شو" و"حبيتك" و"100 حاجة فيك"، ويحمل الثنائي على عاتقهما افتتاح موسم الجنينة، وقالت مي مصطفى، مديرة المسرح لـ"عين": مثلما اعتاد مسرح الجنينة على تقديم فرق لم يسبق لها المشاركة فى حفلات داخل مصر، اخترنا هذه المرة الفرقة التونسية الشابة التي نالت شعبية كبيرة فى وقت قياسي".