- لماذا لا نصنع مسلسلا كارتونيا يتناول قصة تألق الفرعون المصرى على شاكلة كابتن ماجد؟
- بين خروجه من محافظة الغربية حتى وصوله للعالمية محطات تستحق التوقف
- رسالة العمل كما قال اللاعب فى حفل تتويجه بالكاف :"إلى أطفال مصر لا تتوقفوا عن الحلم"
- شهر رمضان وكأس العالم يضمنان نجاح العمل حال إنتاجه.. وخطة تسويق بطريقة ديزنى لاند ستجعل نجم المنتخب ماركة مسجلة لعدد من المنتجات
"الكابتن ماجد عاد إليكم من جديد".. هذه الجملة الافتتاحية لتتر المسلسل الكرتونى الشهير فى التسعينات الماضى كانت كفيلة بتحويل صخب أى منزل مصرى وعربى إلى حالة من الهدوء والتركيز الشديد على الكبار قبل الصغار، ففى هذا الوقت تتركز كل الأنظار على الشاشات لمتابعة الأحداث المختلفة.
وتمضى السنوات تباعا ويتوقف عرض هذا المسلسل الكرتونى الشهير إلا أن مفاجأة سارة حملتها مجلة "شونين جامب" اليابانية المهتمة بأخبار الرسوم المتحركة، وأوضحت أن كابتن ماجد أو كابتن تسوباسا مثلما هو معروف بالعالم، سيعود مع رفاقه بالمنتخب اليابانى للمشاركة فى مونديال روسيا 2018، وسيتضمن المسلسل كأس العالم والفرق المتأهلة للمونديال، وهذا يعنى أن محمد صلاح سيظهر برفقة النجوم الكبار كالأرجنتينى ليونيل ميسى والبرتغالى كريستيانو رونالد، وبما أن محمد صلاح أكثر ما يهمنا كمصريين خاصة أن قصة نجاحه صارت حديث الصباح والمساء فى كل أرجاء مصر من أدنى مناطق بحرى إلى أقصاها فى قبلى فهذا يطرح تساؤل لماذا لا يتم إنتاج مسلسل كارتونى خاصة بنجم ليفربول الإنجليزى الحالى وتدور حلقاته عن بطولاته فى الدوريات الأوربية وكذا أمجاده مع المنتخبات الوطنية؟!.
كابتن صلاح عاد إليكم !
الفكرة قد يبدو استيعابها أسهل إذا أطلقت لخيالك العنان ويكفيك أن تستمع لتتر المسلسل الكرتونى لتعلم أن كلماته تنطبق على النجم المصرى ومسيرته الكروية مع الأندية المختلفة منذ خروجه من قرية نجريج التابعة لمدينة بسيون بمحافظة الغربية، والتى كان يعود إليها كل مرة بنجاح جديد، فقد ظهر فى صفوف المقاولون العرب وهو يمرر ويساند وكُتب له الاحتراف الخارجى فى بازل السويسرى ليؤكد أنه دائما جاهز للتسديد، لينتقل بعدها إلى تشيلسى الانجليزى ليتغنى به المصريين، مرددين "لعب فذ.. طرق إثارة.. تمريرات للأصحاب.. رمية من صلاح بمهارة.. تفتح للهدف الأبواب".
ورغم عدم نجاح تجربة مومو مثلما يلقبه الأوروبيون مع البلوز إلى أنه سجل أهداف مع فيورنتينا وروما الايطاليين ولم ييأس، لينتقل إلى ليفربول الإنجليزى ويبزغ نجمه لدرجة أن عظماء العالم قالوا عنه أنه لا يخشى المرمى، ورغم هذا التوهج لم ينسى اللاعب الشاب أن يؤدى دوره مع المنتخب الوطنى ليشهد له كل المصريين أنهانه حسن الخلق مع الخصم بأهدافه الأسمى!.
وبمجرد الانتهاء من هذه اللعبة بعد سماع تتر كارتون كابتن ماجد، ستكتشف أنك أمام قصة تستحق أن تروى لكل الاجيال بها كل العناصر الدرامية اللازمة من بداية بقرية بسيطة ووسط بالتنقل بين الأندية المختلفة ونهاية أكثر من رائعة بقيادة المنتخب الوطنى إلى مونديال روسيا 2018 وكذا التتويج بجائزة أفضل لاعب افريقى ووجه رسالة أكثر من رائعة من منصة تتويجه، قائلاً :"إنه شرف عظيم لىّ أن أفوز بهذه الجائزة بعد التنافس مع هؤلاء اللاعبين العظماء، وأود أن أهدى هذه الجائزة لكل أطفال مصر وإفريقيا، وأقول لهم لا تتوقفوا عن الحلم".
رسالة العمل موجهة للكبار قبل الصغار
محتوى رسالة محمد صلاح من على منصة تتويج الكاف، يؤكد أهمية التفكير فى عمل كارتون له خاصة أن نجاحه مضمون بنسبة 200% لأنه سيستهدف الأطفال والكبار ومحبى كرة ومسلسلات الرسوم المتحركة، وتحديدا الشريحة الأخيرة خاصة أنه فى السنوات الأخير افتقد المشاهدون وجود مسلسل كارتونى مصرى قادر على تحقيق نجاح وسط الاعمال المدبلجة التى تعرضها القنوات الفضائية. ونقطة أخرى ينبغى الإشارة إليها أنه حال إنتاج هذا المسلسل فى رمضان سيكون موعده مناسب للغاية لأنه سيسبق مباريات كأس العالم التى سيبدأ المنتخب الوطنى مسيرته فيها بالمجموعة الأولى أمام كل من أورجواى وروسيا والمملكة العربية السعودية أواخر الشهر الكريم.
الآن يمكن التساؤل، هل توجد شركة إنتاج فنى قادرة على خوض مغامرة إنتاج الكابتن صلاح؟، لتعيد مجد الكارتون المصرى الغائب منذ توارى بكار ومعزته رشيدة عن الشاشات بعدما كانوا ضيوفا دائمين على موائد البيوت المصرية فى شهر رمضان خلال السنوات الأولى بالألفية الثالثة، وأيضا لا يمكن نسيان نجاح المغامرون الخمسة خلال هذا الفترة لكن فى ظل التطور التكنولوجى الهائل وكذلك عقلية الأطفال عن الماضى كثيرا، هل يوجد امكانيات مصرية قادرة على إنتاج عمل بمستوى عالمى يتناسب مع حجم نجاح هداف الدورى الانجليزي؟، وإذا تواجدت تلك الجهة كم سيتكلف عمل مثل هذا؟.
عودة مجد الأنيميشن المصرى
دكتورة زينب زمزم، رئيس قسم الجرافيك بالأكاديمية الدولية للسينما، وصحابة العديد من الأعمال التى تعتبر من العلامات فى عالم الرسوم المتحركة المصرى مثل قصص الأنبياء وغيرها من الأعمال المعروفة، تقول :"أعتقد أن فكرة تجسيد قصة حياة محمد صلاح أمر جيد، وسيكون ملائمًا للأطفال والكبار على حد سواء"، مضيفة :"مشكلة المسلسلات الكارتونية أنها لا يوجد جهات تتحمس لإنتاج أعمالها كثيرًا، فقد خضت هذه التجربة بالعام الماضى لكن المشكلة أنى لم أتمكن من التوزيع مما عاد على بالخسارة المادية".
وأوضحت المعدة والمخرجة فى التليفزيون المصرى منذ عام 1980 حتى الآن، أن مشكلة إنتاج الرسوم المتحركة أو الأعمال الموجهة للطفل عمومًا أنه لا تجد من يصرف عليها، والسبب ببساطة أن الشركات الخاصة تنفق أموال على الأعمال الذى تحقق أرباحًا مضمونة وهذا من حقهم أو بمعنى أبسط قادرة على تحقيق إعلانات، مضيفة :"كان التلفزيون المصرى فى الماضى يتكفل بإنتاج الأعمال المفيدة للطفل وقد شاهدنا منها الكثير مثل مسلسل بكار وقصص الأنبياء وغيرها من الأعمال التى تركت أثر طيب فى نفس الطفل المصرى".
وتعليقًا على جزئية عدم وجود فنانين مؤهلين فى مصر لإنتاج هذه الأعمال بالجودة الأمثل وغياب التكنولوجيا المتطورة، تقول المخرجة الكبيرة :"بالعكس تمامًا يوجد لدينا فنانين وفنيين على أعلى مستوى، ويعملون فى دور متقدمة مثل الولايات المتحدة وكندا"، مضيفة :"أغلب شركات التحريك المتواجدة فى دبى الذين يعلمون بها هم مصريين وينتشرون فى كافة التخصصات وقادرين على التعامل مع أحدث البرامج لكن المشكلة كما قلت تكمن فى الإنتاج".
خطة تسويق على طريقة ديزنى لاند
المخرجة الكبيرة تحدثت عن حالة عزوف من قبل المنتجين عن الأعمال الموجهة للأطفال بشكل عام، فما الأسباب فى ذلك؟، وأين توجد المشكلة؟، وكيف نصحح مسار أفلام ومسلسلات الكارتون المصرية؟ وفى حالتنا كيف نضمن نجاح المسلسل الكارتونى الكابتن صلاح أو أى عمل كارتونى آخر فى المستقبل، وهنا تحدث وائل سعد، مدير الديسك المركزى لمنشورات ديزنى بالشرق الأوسط، قائلاً :"مشكلة الكارتون فى مصر أن الموضوع يسير بصورة خاطئة من الأول للآخر، فالصحيح أنه لابد أن يكون صناعة لها قواعدها وأسسها إلا أن الكارتون يعمل لدينا معاملة الأفلام القصيرة أى مشاريع ممكن تنجح أو تفشل حسب الصدفة"، مضيفًا :"للأسف القنوات لا تشترى الكارتون أو أى شيء مدته أقل من 20 دقيقة كما قيل لىّ نظرًا لعدم قدرتهم على حساب نسبة مشاهدتها، بالإضافة إلى عدم وجود ممولين لهذه الأعمال لأن الأطفال لا يشترون والتركيز يكون على الأمهات فى الإعلانات، لذا يفضل المعلن عرض منتجاته خلال برامج مرأة أو المسلسلات".
وتابع سعد أو زعيم جمهورية العيال كما يحب أن يطلق على نفسه، حديثه قائلاً :"إصلاح أحوال الكارتون فى مصر يتطلب تحويله إلى فكر مؤسسى كما تفعل ديزنى لاند عندما تنتج 4 أو 3 أفلام فى العام الواحد، ولا تنتظر أن يكون العائد من توزيع العمل أو مشاهدته فى دور العرض المختلفة، إنما تضع خطة تسويق على نطاق أوسع عبر الاتفاق على صناعة منتجات متعددة بشخصيات العمل مثل المجات والبطانيات وألعاب وهذا ما يؤدى إلى نجاح التجربة"، مضيفًا :"فى مصر كارتون مثل بكار حتى الآن لم يتم إنتاج عروسة خاصة به باستثناء بعض المحاولات العشوائية التى غالبًا ما يتم تصنيعها فى الصين وليس مصر، وعلى سبيل المثال أيضًا هناك منتج مثل كرومبو كان يمكن أن يصبح عالميًا لكن للأسف لم يتم استغلاله بالشكل الأمثل".
وتعليقًا على إمكانية استغلال نجاح الشخصيات العامة وترجماتها إلى قصص كارتونية يقول سعد :"هذا ما يفترض أن تم فى الغالب، فأنا على سبيل المثال لدى عمل اسمه جمهورية العيال أحاول من خلاله تطبيق تلك المعايير العالمية فى إنتاج أعمال ثم تسويقها بالشكل الصحيح مثل صناعة ماجات أو الاتفاق مع شركات أدوية من أجل طباعة الشخصيات على أغلفة علب الدواء الخاصة بالأطفال أو حتى الكريمات وغيرها من المنتجات التى تحتاج إلى طريقة تسويق معينة".
وعن التكاليف المادية التى تحتاجها أعمال الأنيميشن، يقول زعيم جمهورية العيال: "لا يوجد سعر محدد لإنتاج الأعمال المخصصة للطفل، لأنه يتم حسابه بناءً على طريقة صناعته 2D أو 3D ومن سيخرجه وأشياء من هذا القبيل، فقد يتكلف عمل 100 ألف جنيه وأخر من 2 لـ 3 مليون جنيه"، مضيفًا :"ما أود قوله نحتاج لإعادة صياغة كاملة لمنظومة الكارتون فى مصر، فلا يعقل ألا يكون هناك قناة كارتون واحدة فى مصر، بينما يوجد دول عربية تسير فى هذا الملف بصورة جيدة للغاية".