منذ قديم الأذل والأحداث تتوالى، والتاريخ يدون وينقلها لنا، ولكن هناك أشياء لم تنجح فى المرور على الشعوب دون وضع «التاتش الخاص بهم عليها»، سواء كانت روايات لحادثة ما أو كلمة ما، بالإضافة إلى ذلك العادات والتقاليد، التى لا تمت للحرام أو الحلال بصلة، بل وضعها عائلات وملوك قدماء لخضوع الشعوب لهم.
معانى المصطلحات والأفعال التى يستنفر الجميع منها الآن مثل «الشخرة»، والاعتراض.. «انا حقًا اعترض»، ولفظ «فشخ»، لا يمت للواقع أو للغة العربية بصلة، وأى تشابه بينه وبين ما حُرف من معناهم هو من وحى الخيال.
لفظ فشخ
يعتبر العديد من المجتمعات لفظ «فشخ» يرتبط بعض الشىء بإيحاءات جنسية، ولكن للغة العربى رأى آخر، فتعريف ومعنى فشخ فى معجم المعانى الجامع:
فشخه: لطمه، صفعه، ظلمه
فشخ فى اللعب: كذب فيه وظلم
فشخ: تعب كثيرا
النخرة
معنى كلمة "شخر أو شخير" فى اللغة العربية النخر، وهذا الفعل يعتقد المجتمع الآن أنه أعلى قمة «الأباحة» دون معرفة أصله أو إلى أى عهد أو عصر يعود، فيروى فى تاريخ الطبرى، أن هرقل أمر بطارقة الروم أن يجمعوا له فى "دسكرة" وأمر بها فأُغلِقَت أبوابها عليهم ثم اطلع عليهم من علية له وخافهم على نفسه.
وقال يا معشر الروم إنى قد جمعتكم لخير إنه قد أتانى كتاب هذا الرجل يدعونى إلى دينه وإنه والله للنبى الذى كنا ننتظره ونجده فى كتبنا فهلموا فلنتبعه ونصدقه فتسلم لنا دنيانا وآخرتنا، فنخروا نخرة رجل واحد ثم ابتدروا أبواب "الدسكرة" ليخرجوا منها فوجدوها قد أغلقت فقال كروهم على وخافهم على نفسه.
و فى سيرة ابن هشام «لما سئل النجاشى المسلمين عن قولهم فى عيسى ابن مريم وقال جعفر بن أبى طالب للنجاشى أنه عبد الله ورسوله فضرب النجاشى بيده إلى الأرض فأخذ منها عودا، ثم قال: والله ما عدا عيسى ابن مريم ما قلت هذا العود، قالت: فتناخرت بطارقته حوله حين قال ما قال، فقال: وإن نخرتم وإن نخرتم والله، اذهبوا فأنتم سيوم بأرضى».
الاعتراض
قصة هذه الكلمة تعود إلى العصر الفاطمى، عندما سن قانون يمنع نطق لفظ احتج، فقام المصريون بتحريف الكلمة حتى أصبحت«أحتا»، ولكن بعد فترة وجيزة تم اكتشاف الأمر من قبل الفاطميين، فعاد المصريون وبدؤوا بقول الكلمة دون حرف التاء، وانتشرت الكلمة فعليًا حتى عاد الفاطميون وقاموا بإلغاء قانون منع كلمة احتج.
وفى رواية أخرى تعد هذه الكلمة اختصار لجملة«انا حقًا اعترض» أى أنها مجرد اختصارات لكلمات فى منهى البساطة، ما جعل منها«أباحة»عند المصريين هو انقسام الطبقة الغنية والفقيرة على مدى رقيها وقت الاحتلال، وفى معجم المعانى يعود معناها إلى اشتداد الحر، أو العطش.