أصبح اليوم من السهل علي أي دجال أو عراف الاستحواذ علي عقول البسطاء من الشعب المصري ، والسبب في ذلك هو باب الخرافات الذي لايزال مفتوحا الي الان في عقل كل مصري بسيط ، ومن تلك الخرافات التي تعششت في بيت كل مصري، فردة الحذاء التي تطرد الحسد، وتلك الخرافة غالباً ليس لها تاريخ ولا اساطير تعطي لها معني ، إذ يعتقد العديد من السائقين أن تعليق فردة حذاء صغيرة علي سياراتهم تقي السيارة وصاحبها من العين ،وترسخت تلك المعتقادات في عقول العديد من السائقين ،وكذلك خرافة الجاثوم وهي أن الشخص يستيقظ من نومه ليجد نفسه مشلولاً لا يستطيع الحركة ويشعر بسرعة نبضات القلب وبضيق تنفس،إذ فسرها العرب قديماً بأنه جني يريد قتل هذا الشخص فيقوم بخنقه، وفي التراث الكنسي الغربي أن الجاثوم كان ملاكاً طرد من الجنة بسبب شهوته الزائدة وهو يأتي للنائم ليعتدي عليه ، ولكن التفسير العلمي لهذا هو أن العين تستيقظ والجسم لا زال نائماً فيحدث هذا الشعور للحظات ونادراً عدة دقائق ثم يزول ، والغول تلك الكلمة التي تربينا عليها جميعا والكثير الان يربي عليها ابنائه ومن شدة معرفة الناس بها أستخدمها العديد من المخرجين في صناعة أفلامهم ، وهي تصف وحش خيالي أو فوبيا أسطورية لشيء مفترس، وعادة ما يستخدم هذا المصطلح في قصص الجهال الشعبية أو لوصف كائن مجهول مخيف، وعادةً ما تستخدم الأمهات ذلك المصطلح ليخفن به الأطفال ليخلدوا للنوم مبكرا قائلين الآن سيظهر الغول إذا لم تنام ، وغيره العديد من الخرافات التي روج لها بعض الناس وصدقها البعض الاخر لتصبح أرثا للأبناء فيما بعد.
خرافات
الشيخ أحمد عوض _خطيب مسجد الامام الحسين_ قال لـ "عين": تلك الخرافات تتعارض مع الثقة بالله وحسن الظن به وتتنافي مع التوكل علي الله ، لأنها تجعل الإنسان يركن اليها ولا يلتفت الي عمله ، وأن المعتقد في ذلك يربط أموره بالخرافات ،وضرب الشيخ مثالا علي ذلك رفة العين وتفائل الانسان بالعين اليمني وتشائمه بالعين اليسري ،وأن هذا من باب التطير المزموم الذي كان في الجاهلية،إذ كان الواحد في الجاهلية يخرج من بيته ووجد طيراً فإذا طار يمياً تفائل وإذا طار يساراً تشائم ، وقد أنكر النبي (ص) هذه الامور ونفاها الاسلام.
الدكتور أحمد عوض خير
ونفي "أحمد عوض" إمام مسجد الحسين قضية البشعة قائلاً بأنها من الأمور التي ظهرت في المجتمع وان الاسلام بريئ من المبشعين ومن أفعالهم، واننا لا يجب علينا الالتفات الي مثل هذه الامور، إذ تجعل علاقة الفرد ضعيفة بربه.
وأشار الشيخ أن القنوات التي تذيع أعلانات عن الشيخ المغربي الذي يفك الاعمال ، هي قنوات خاصة ينبغي علي أصحابها أن يتقوا الله فيما يعرضونه ، وإلا أن يمنعوا من نشرها بفعل قانون ما من المؤسسات الاخري كالرقابة والشرطة وغيرها ،وأن دور الازهر يتمحور في نصح الناس وإرشادهم إلي الطريق الصواب فقط.
سمير معراك
أما "سمير معراج" دكتور علم النفس ومستشار التنمية البشرية في حديثه مع "عين" قال: إن الناس التي تؤمن بالخرافات هم الاقل علما لأن العلم يدعو دائما لأخذ المنهج العلمي للتحقق من أي فكرة ومن أي شائعة.. وذكر الدكتور سمير أن قلة خبرة الناس العلمية، وقلة تطلعاتهم في الجديد من العلم ،سبباً لإيمان هذه النوعية من الناس بالخرافات، لأن ذلك يجعل لديهم قابلية لقبول أي تحليل يطرح عليهم.
ملح
كما أشار الدكتور إلي أن سلوك الطفل الذي يربي علي الخرافات كالغول وغيرها ، انه يكون غير سوي وخائف في أغلب الاحيان ، وتضعف عنده القدرة علي مقابلة أي ظاهر هو لا يعرف لها تفسير.
وقال الدكتور في نهاية حديثه ، إن الخرافه هي عدو العلم، ويجب علي كل فرد أن يتسلح بما أوتي من العلم ويزيد عليه لمحاربة تلك الظواهر، التي تكاد أن تستحوذ علي عقول الكثير من عامة الشعب.
الخرزة الزرقاء