من المعروف عن الطبيعة كونها جميلة، رائعة، هادئة، وليس لها صوت، لكن الشىء المؤكد أن لها بصمة فى حياتنا، الأمر المثير للدهشة أن بصمتها تلك لها ضجيج قادر على إبهارك وبشدة، بل وتغيير ملامح الكون من حولك، وهناك أكثر من دليل على ذلك، تعرف عليهم معنا خلال الأسطر القليلة القادمة.
أطفال الكهف
بدأت القصة من خلال زيارة أكثر من طبيعية لأطفال فريق كرة قدم تايلاندى، مع المدرب الخاص بهم فى تنظيم رحلة للتعرف على الكهوف، وذلك فى صباح السبت الموافق 23 يونيو 2018، فى منطقة «تشيانج راى» التايلاندية، بعد توغل الفريق إلى مسافات كبيرة داخل إحدى الكهوف، بدأت الأمطار الكثيفة بالهطول وحوصر الفريق بالمياه من كل جانب.
نتيجة لما حدث تم حبسهم بداخله وفقدانهم حتى تم العثور عليهم عن طريق أحذيتهم، لكن حتى الآن، الدرس هنا من أعظم دروس الإنسانية، حيث سارع فى المشاركة لإنقاذ هؤلاء الأطفال غواصون من أنحاء أوروبا وأستراليا وأمريكا، بعد العديد من المجهودات الجبارة، تم إنقاذ الفريق بعد أكثر من أسبوعين داخل الكهف.
البركان الأيسلندي
لقب المؤرخون بركان لاكى التصدعى الواقع جنوب أيسلندا بـ«البركان الثورى»، ففى حدود سنة 1783 وعقب بداية نشاطه، وألقى بظلاله على العالم، متسبباً فى تغييرات مناخية مرعبة وكوارث طبيعية أدت بدورها إلى اضطرابات سياسية غيرت خريطة العالم إلى الأبد، كما تسبب في وفاة عدد هائل من البشر.
لم تتوقف نتائج هذا البركان إلى هذا الحد، حيث سجلت نسبة الوفيات أعلى نسبة بمقدار 30% فى كل من إنجلترا وفرنسا، وذلك بسبب كميات الغبار والدخان التى انتشرت بهذه المناطق، بجانب ذلك ارتفعت درجات الحرارة خلال فصل الصيف بشكل كبير، وأثر هذا البركان على جميع فصول السنة، حيث فى فصل الشتاء تجمدت البحيرات والأنهار بالقارة الأوروبية، ومع حلول الربيع وبداية ذوبان الثلوج، شهدت العديد من مدن أوروبا فيضانات أدت إلى انتشار الأمراض، كذلك تفشت المجاعة فى مناطق عديدة من العالم، خاصة فرنسا والهند والصين وشمال أفريقيا، حيث تسببت التقلبات المناخية فى إفساد المحاصيل.