هناك أكثر من مليار مستخدم يستفيد يوميا من تطبيق واتس آب سواء فى التراسل مع الأصدقاء أو إرسال الملفات أو حتى العمل، ولكن أغلبهم لا يعرف "جان كوم" الشاب الذى طور هذا التطبيق مع صديقه وباعه لشركة فيس بوك منذ أربع سنوات بمبلغ 19 مليار دولار، صنفها البعض بأنها الأكبر من نوعها فى تاريخ التكنولوجيا.
حياة "جان كوم" قبل تلك الصفقة كانت مختلفة تمام، إذ ولد كوم، فى قرية صغيرة خارج كييف، بأوكرانيا، وهو الابن الوحيد لربة بيت ومدير لمشاريع البناء عمل على تشييد المدارس والمستشفيات، وكان يعيش حياة بسيطة للغاية، إذ تشير التقارير إلى أن منزله لم يحتو على بعض المزايا الأساسية من الهاتف والكهرباء، إلى أن بدأ فى أن يكافح فى طريقة الخاص.
إذ كان يعمل لدى شركة "إرنست ويونج" أثناء فترة الجامعة، وبعد ذلك حصل على فرصة عمل داخل شركة "ياهو"، وبدأ فى التعرف على "بريان أكتون" الذى لديه نفس الشغف، وفى عام 2007 قدم كل منهما للحصول على وظيفة داخل شركة فيس بوك التى كانت فى بدايتها، ولكن طلبهما تم رفضه.
وكانت هذه نقطة الانطلاق إذ بدأوا العمل على فكرة تطبيق دردشة مجانى وسهل الاستخدام، وبالفعل خرجوا فى النهاية بتطبيق واتس آب، وبعد خمس سنوات من إطلاق التطبيق أصبح هناك 450 مليون مستخدم، وهو ما دفع فيس بوك لعرض مبلغ ضخم لشراء التطبيق، ودفعت الشركة العملاقة فى عام 2014 مبلغ 12 مليار دولار على شكل أسهم و4 مليارات دولار نقدا لشراء واتس آب، كما أعطت المؤسسين والموظفين 3 مليارات دولار على شكل أوراق مالية مقيدة.
وبعد هذه الصفقة بأربع سنوات قرر أن يقدم "جان كوم" استقالته من شركة فيس بوك، قائلا: "قد حان وقت المغادرة، لقد كنت محظوظًا بالعمل مع هذا الفريق الصغير لتقديم تطبيق يستخدمه عدد هائل من الأشخاص فى جميع أنحاء العالم".
وعلى الرغم من التقارير التى أشارت إلى أن تلك الاستقالة جاءت بسبب رفضه سياسة فيس بوك وطريقة تعاملها مع البيانات، إلا أن مارك زوكربيرج رد على منشور الاستقالة وقال: "سأفتقد العمل بالقرب منك، وأنا ممتن لكل شىء قمت بفعله لمساعدة العالم على التواصل ولكل شىء علمتنى إياه، خصوصًا التشفير وقدرته على نقل القوة من الأنظمة المركزية ووضعها بين أيدى الناس، وهذه القيم ستظل دائما فى قلب واتس آب".