«عين» سألت المهتمين بعودة الجماهير إلى مباريات كرة القدم، عن الحلول لتقنين عودة الجماهير للمباريات.
حيث قال جمال علام، رئيس اتحاد الكرة السابق، فى تصريح خاص، إن الوضع الحالى فى مصر اختلف كثيرا عن فترة توليه رئاسة الجبلاية، حيث إن فترته تزامنت مع قيام ثورات ووضع أمنى غير مستقر، وهو ما كان سببا مهما فى منع الجماهير من حضور المباريات، إلا أن الوضع اختلف حاليا، حيث إن الدولة تشهد استقرارا، ويستطيع مجلس النواب الحالى أن يُقر قانونا لضبط عملية حضور الجماهير للمباريات، ويجب تطبيقه على الجميع وعلى رأسهم روابط الألتراس.
ومن جانبها قالت الدكتورة سحر الهوارى، عضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، إن مباراة السوبر المصرى التى أقيمت فى الإمارات لم تشهد حالات تجاوز، نظرا لصرامة القوانين هناك، وتطبيقها بشكل قاطع على الجميع، وهو ما جعل الجماهير المصرية تلتزم بالقانون، وظهرت بمظهر حضارى، نرغب فى رؤيته مرة أخرى فى المباريات التى تقام فى الاستادات المصرية.
وأضافت الهوارى، أن لجنة الشباب والرياضة انتهت من مناقشة قانون الرياضة الجديد، وتمت الموافقة عليه بشكل نهائى فى اللجنة المشتركة من اللجنة التشريعية والشباب والرياضة بالإجماع، مشيرة إلى أن هذا القانون يعتبر نقلة نوعية فى مستقبل الرياضة فى مصر، حيث إنه يضم مجموعة جديدة من الأحكام والنصوص التى تساهم فى عودة الرياضة والجماهير مرة أخرى للملاعب.
ومن المقرر أن تقدم اللجنة المشتركة تقريرها إلى الدكتور على عبدالعال، رئيس المجلس، لعرضه على الجلسة العامة، تمهيدًا للتصويت عليه، ليخرج قانون الرياضة الجديد إلى النور خلال ثلاثة شهور، وأكدت الهوارى، أن القانون الجديد قنّن وجود روابط الألتراس، ووضع ضوابط شديدة لعملها مع الأندية، كما غلظ العقوبات على المتجاوزين، مشيرة إلى أن القانون لأول مرة يوضح حقوق وواجبات أعضاء الألتراس، وسمح لهم بتكوين روابط التشجيع، لدعم فرقهم، كما طالبهم بالالتزام بما فرضه القانون.
كما قال الدكتور أحمد عبدالله، أستاذ الطب النفسى بجامعة الزقازيق، إن حالة الصدام التى يفتعلها الشباب مع السلطة المتمثلة فى الوالدين فى المنزل، أو الحكومة فى الدائرة الأوسع، هى محاولة لإثبات الذات عبر الصدام مع السلطة، وبالنسبة لروابط الألتراس، لا يقتصر الصدام هنا على محاولة إثبات الذات فحسب، إنما يوجد ثأر دائم بين بعض أعضاء تلك الروابط والحكومة متمثلة فى جهاز الشرطة، وهى مشكلة عميقة لم تُحل ولم يتم التعامل معها بشكل لائق لإنهاء هذه الحالة بين السلطة وشباب الألتراس، كما أنه لم يتم الاستغلال الأمثل للطاقة الموجودة لدى الشباب، من خلال إنشاء برامج رسمية أو غير رسمية لاحتوائهم، واستثمار هذه الطاقة.
وأضاف عبدالله، أن الحالة التى ظهر بها الجمهور المصرى فى مباراة السوبر بين قطبى الكرة المصرية فى الإمارات، لها ظروفها الخاصة ولا يمكن مقارنتها بالمباريات التى تقام على أرض مصر، حيث إن المصريين المقيمين فى الإمارات، اعتادوا على تطبيق القانون، ويعلمون تماما جزاء الخروج عليه ومحاولة إثارة الشغب.
وأكد أستاذ الطب النفسى، أن الانتهاء من حالة الشغب التى تحدث فى المباريات المصرية تحتاج إلى معالجة نفسية كما أنها تحتاج إلى معالجة قانونية، وذلك على مستويين، الأول: يتمثل فى إنهاء حالة الغضب التى تسببت فيها ممارسات سابقة من الطرفين، والثانى: من خلال استثمار الطاقة التى يمتلكها الشباب.
وقال محمد إبراهيم، محاسب بإحدى الشركات، إن عودة الجماهير إلى المباريات مهمة للغاية، حيث إن حضور الجماهير يؤثر على شكل وأداء الفرق، وبالتالى يؤثر على شكل الدورى المصرى وقوته، كما أنه يجب تقنين وضع روابط الألتراس وأعضائها، حيث إنها تؤثر بشكل سلبى على وجود المشجعين الذى لا ينتمون إلى هذه الروابط، والذين يرغبون فى اصطحاب عائلاتهم وأطفالهم.
وكلمة ألتراس «Ultras»، هى كلمة لاتينية، ومعناها المتطرفين فى الحب.
ودخلت كرة القدم الوطن العربى وإفريقيا على يد المحتل الأجنبى، إلا أن عشقها واعتبارها اللعبة الأولى فى البلاد كان رغبة ذاتية من شعوب المنطقة، ويمكننا اعتبار «روابط التشجيع الكلاسيكية» هى النواة الأولى لروابط الألتراس فى العالم العربى، إلا أن أول فرقة ألتراس بالعالم العربى وشمال أفريقيا كانت فى ليبيا، سنة ١٩٨٩، وهو ألتراس «دراجون» المساند لنادى الاتحاد الليبى، حيث اتخذت من التنين شعارًا لها، إلا أنه تم حلها بعد أسبوعين فقط.
وبعد حل ألتراس دراجون فى ليبيا كان أقرب ظهور للألتراس مرة ثانية فى الوطن العربى فى تونس، وذلك عام ١٩٩٨ على يد ألتراس «أفريكان وينر» والتى سرعان ما اختفت حتى ظهرت عام ٢٠٠٢ من جديد ليستمروا فى تشجيع فريقهم النادى الأفريقى التونسى، وتأتى المغرب ثالث البلاد العربية التى ظهر الألتراس بها، بمجموعة «La Clik Celtic» عام ٢٠٠٤ والتى كانت تشجع نادى الرجاء.
وعلى ذلك كان دخول الألتراس لمصر متأخرًا، إلا أن أبرز ما مهد لظهوره كان موقع كرة يحمل اسم النادى الأهلى أطلقه مصريون محبون للنادى من خارج مصر سنة ١٩٩٦، ومنتدى ثرى بالنقاشات الكروية يتبع ذلك الموقع كان سببًا فى ظهور رابطة «ALU» وهى اختصار لاسم «اتحاد محبى الأهلى» وقاموا بتنفيذ أول دخلاتهم عام ٢٠٠١ أثناء مبارة الأهلى مع ريال مدريد فى الاحتفال بمئوية النادى.
ثم ظهر موقع آخر فى ٢٠٠٥ تكونت على إثره رابطة أخرى وهى «AFC»، وهو نفس الوقت الذى ظهرت فيه رابطة «زمالك تى فى» لتشجع نادى الزمالك، وصولًا لآخر مسمى وظهور لألتراس الفريقين «ألتراس أهلاوى»، و«ألتراس وايت نايتس» فى ٢٠٠٧.