منذ أن تم انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2014 وهو يتحدث عن تجديد الخطاب الديني وقد كرر هذه الجملة مراراً وتكراراً وبدأ المفكرين والمثقفين والتنويريين يوجهون أن بداية تجديد الخطاب الديني لابد وأن تكون من ناحية المناهج الدراسية التي تحتوي على بعض الأفكار التي تحث على التطرف والعنف ولكن لم تكن هذه هي البداية.
فالبداية الحقيقية بدأتها السينما، وكان الزعيم عادل إمام أول من رفع رايتها، حيث بدأ الزعيم بتجديد الخطاب الديني من خلال أعماله الفنية وتطرق لهذا الشأن في أكثر من عمل فني.
لذا نرصد فيما يلي أهم الأعمال الفنية للزعيم عادل إمام التي ناقشت قضية تجديد الخطاب الديني.
الإرهاب والكباب
ساهم الزعيم عادل إمام في أغلب أعماله منذ بدايته بمناقشة قضية تجديد الخطاب الديني، لكن بأشكال غير ملحوظة، واهتم بالقضية منذ 1992 وهو العام الذي زادت به سطوة الجماعات الإسلامية في مصر ووصلت للتوغل بين طلبة الجامعات المصرية، فقدم فيلمه "الإرهاب والكباب" وشرح من خلال الفيلم أن الفساد الإداري من الممكن أن يحول المواطنين إلى إرهابيين في لحظة واحدة حيث أن "أحمد" وهو الشخصية التي قدمها الزعيم في الفيلم كان مواطناً عادياً ذهب لمجمع التحرير ليستخرج أوراق لأبنائه واصطدم بالروتين الذي حوله بين لحظة والأخرى لإرهابي يحمل السلاح ويحتجز الرهائن.
فيلم "الأرهاب والكباب" بطولة عادل إمام، يسرا، كمال الشناوي، أحمد راتب، وتأليف وحيد حامد وإخراج شريف عرفة.
الإرهابي
لم يمر عاما واحدا على فيلم "الإرهاب والكباب" حتى قدم الزعيم عادل إمام فيلما آخر وهو فيلم "الإرهابي" ليناقش أيضا قضية تجديد الخطاب الديني ويوضح به الإسلام الوسطي من خلال عائلة يختلط بها علي عبد الظاهر الشخصية التي كان يقدمها الزعيم وهي شخصية شاب بسيط دفعه القهر والإحباط للانضمام إلى جماعة إرهابية تعمل على اغتيال كوادر الدولة حتى يتعرف على عائلة الدكتور عبد المنعم "صلاح ذوالفقار" وعائلته التي تعبر عن الإسلام الوسطي المعتدل ويخطفون قلبه حتى يعدل عن العمل مع الجماعة الإرهابية ويموت على يدهم في النهاية.
"الإرهابي" بطولة عادل إمام، صلاح ذوالفقار، مديحة يسري، إبراهيم يسري، شيرين، أحمد راتب، محمد الدفراوي، وتأليف لينين الرملي وإخراج نادر جلال.
عريس من جهة أمنية
لم يكن الخطاب المباشر هو الصيغة الوحيدة التي يعتمد فيها الزعيم عادل إمام في قضية تجديد الخطاب الديني ولكن كان أيضا يستخدم طرق غير مباشرة لتقديم الوعي الديني لدى الجماهير ففي الفيلم الكوميدي "عريس من جهة أمنية" الذي أنتج عام 2003 حاول الزعيم تقديم فكرة الآلهة عند قدماء المصريين والتحدث عنها من خلال إيفيه كوميدي كان يستخدمه طوال العمل وهو "عيد ميلاد الإله "بس" وعلى الرغم من أن الجميع ظن أنه مجرد إيفيه داخل أحداث الفيلم إلا أنه كان خلفه حقيقة يعرضها لنا الزعيم عادل إمام حيث أن الإله "بس" هو إله حقيقي كان موجود في العهد الفرعوني وله تاريخ لدى الفراعنة.
"عريس من جهة أمنية" بطولة عادل إمام، لبلبة، شريف منير، حلا شيحة وتأليف يوسف معاطي وإخراج علي إدريس.
السفارة في العمارة
أظهر الزعيم عادل إمام أيضا، جانب آخر للجماعات الإرهابية من خلال أحداث فيلمه "السفارة في العمارة" الذي تم إنتاجه عام 2005 ليظهر جانب استغلال المواقف الذي تعتمد عليه الجماعات الأرهابية في أغلب الأزمات في قالب كوميدي حيث استغلت أحد الجماعات الإرهابية الأزمة التي حدثت بين شخصية "شريف خيري" الذي قدمها الزعيم وبين السفارة الإسرائيلية ليضعوا له حزام ناسف ليقوم بتفجير السفارة وهو الأمر اذي دفعه للتوجه لجهات الأمن للتخلص من هذا الحزام.
"السفارة في العمارة" بطولة عادل إمام، داليا البحيري، خالد زكي، لطفي لبيب، أحمد راتب، عزت أبو عوف، وتأليف يوسف معاطي وإخراج عمرو عرفة.
حسن ومرقص
كما ناقش الزعيم قضية تجديد الخطاب الديني وما كان يتسبب فيه الخطاب الديني القديم من إشعال فتن بين قطبي الوطن المسلمين والمسيحيين من خلال فيلمه "حسن ومرقص" عام 2008 وناقش الفيلم المشاكل التي تتسبب فيها القيادات الدينية للطرفين وإشعالهم للفتنة بين المصريين وجلب العداوة بين المسلمين والمسيحيين والتفرقة والعنصرية التي تشهدها بعض الكتب التراثية وحاول الفيلم نشر الفكر الوسطي للديانات والوحدة بين أبناء الوطن الواحد والتآخي بينهم وشرح معنى الله محبة وهو الأمر الموجود في الإسلام والمسيحية على حد سواء.
"حسن ومرقص" بطولة عادل إمام، عمر الشريف، لبلبة، هناء الشوربجي، محمد عادل إمام، شيري عادل، عزت أبو عوف، وتأليف يوسف معاطي وإخراج رامي إمام.