لم يتوقع كثيرون من الأهلاوية أن يتحوّل حال فريقهم من النقيض للنقيض.. من فريق مُهلهل خسر 5 نقاط فى أول مباراتين بدور المجموعات ببطولة دورى أبطال أفريقيا فى النسخة الحالية إلى فريق يزأر كالأسد، ويحقق الانتصار تلو الآخر، حتى الصعود إلى قمة مجموعته، بعدما حصد 9 نقاط من 3 مباريات مُتتالية.
الأهلي خسر تحت قيادة مدربه السابق حسام البدرى من كمبالا سيتى الأوغندى على ملعب الأخير، بعدما سبق وتعادل مع الترجى سلبيًّا، ورحل البدرى عقب مباراة كمبالا سيتى، وتولّى الفرنسي كارتيرون المسئولية، لينتفض معه الأهلى ويفوز على تاونشيب البتسوانى فى برج العرب بثلاثية نظيفة، ثم يهزم تاونشيب مرة أخرى على ملعبه بهدف نظيف، قبل أن يُحقق فوزاً مُثيراً على الترجى باستاد رادس بهدف نظيف.
كيف نجح كارتيرون فى إعادة "هيبة" الأهلى الأفريقية بعد "كابوس" حسام البدرى؟.. سؤال فرض نفسه بوضوح على سطح الأحداث الكروية، نُلقى الضوء عليه فى السطور التالية..
1- تأمين الدفاع
أحسن كارتيرون تأمين فريقه دفاعياً من خلال شرح الواجبات الدفاعية للاعبيه بشكل واضح، وحثّهم على القيام بواجباتهم الدفاعية دون إخلال.
وشرح المدرب الفرنسى للاعبى الدفاع أيضاً مهام كل منهم فى الخط الخلفى، مع عدم التقدم إلا فى الحالات المحدودة والتزم لاعبوه بالتعليمات، ولا يمكن إغفال دور المدافع المالى المتألق ساليف كوليبالى الذى أثبت أنه مكسب كبير للفريق.
2- الاعتماد على الشباب
منح كارتيرون الفرصة لأكثر من لاعب شاب، واعتمد على ناصر ماهر بعد قيده أفريقياً، كما منح الفرصة لأكرم توفيق ومن قبله محمد هانى، ويمتلك المدير الفنى للأهلي قناعة تامة بأن الشباب هم "ذخيرة" المستقبل، لذا يحرص دائماً على بث روح الحماس والإصرار داخلهم.
3- تأهيل اللاعبين معنويا
من أفضل مزايا كارتيرون إجادته التعامل مع لاعبيه لدرجة أن هناك الكثير بالفريق يُقارن بينه وبين الساحر البرتغالى مانويل جوزيه، الذى بنى جزءًا كبيرًا من إمبراطوريته فى الأهلى على أساس علاقته القوية باللاعبين.
ونجح كارتيرون، خلال الأسابيع القليلة الماضية، فى التقرب من اللاعبين بشكل ساعده على التواصل معهم جيدًا، وساعده ذلك أيضًا فى التعرف على قدراتهم بشكل أسرع وأفضل، بما انعكس إيجابيًّا على نتائج الفريق.
4- عدم التهور هجوميا
كثيرًا ما دفع الأهلى فاتورة تهوّره الهجومى فى بعض المباريات بشكل أفقده نقاطا فى مباريات مهمة، بل أفقده بطولات نتيجة للاعتماد على الشكل الهجومى على حساب الشق الدفاعى، لكن المدرب الفرنسى يتميز بالتعامل الجيد بين هاتين الطريقيتين، حيث يلعب بهجوم متوازن.
5- دراسة الخصم جيدا
لا يشعر مدرب الأهلي بأى "ملل" نتيجة الحديث كثيرًا للاعبيه عن الخصم ونقاط قوته وضعفه، فالمدرب الفرنسى يُجيد قراءة المنافسين بشكل رائع من خلال المحاضرات المستمرة ومقاطع الفيديو التى يُعدها له مساعدوه، وهو ما يساهم بشكل كبير فى تحقيق نتائج جيدة.