صور.. قصة أشهر فنانى رسومات الحج لتزيين بيوت الحجاج

لا تخلو قرية ولا حارة فى مصر من بيت عليه تلك العلامة المميزة التى تستقر على البيت كوسام شرف، رسمة للكعبة المشرفة مقترنة بعبارة "حج مبرور وذنب مغفور" أو عبارات التلبية مرسومة بخط أنيق وعفوى فى الوقت نفسه.

لا يكتفى البعض برسم الكعبة وحسب وإنما أحيانًا ما يوثقوا الرحلة بأكملها راسمين على الجدران باخرة أو سيارة أو طائرة فى رمز إلى الوسيلة التى سافر بها الحاج إلى مكة المكرمة.

هذه الرسومات التى تثير لدى البعض ذكريات الرحلة المحببة إلى قلوبهم، أو تجعل آخرين يتوقون لزيارة بيت الله الحرام تمثل للفنان الأسوانى "عيد السلواوى" رحلة عمرها أكثر من خمسين عامًا قضاها فى الرسم على الجدران وزخرفة بيوت الحجاج ومضايف مدن أسوان وقراها. أما عيد الأضحى فغالبًا ما يقضيه فوق "السقالة" منهمكًا فى الرسم على بيوت الحجاج واحدًا بعد آخر، ويقول لـ"اليوم السابع": من يوم 8 ذى الحجة تلاقينى فوق السقايل. ما بننامش وبنبات فى الشغل ويمكن نعيد كمان فوق السقالة". يستخدم الفنان الأسوانى جريد النخل للرسم وليس الفرشاة، كما يركب الألوان بنفسه من خامات طبيعية على مدار 5 أيام قبل الرسم بها ليضمن أنها لا تنمحى بالمطر ولا الشمس، أما الرسومات فيطلق فيها لخياله العنان: "أبدأ برسم الجمل مع التشهد، بعدها الكعبة ومناسك الحج المختلفة".

رحلة "السلواوى" الذى يعد أشهر مزخرفى البيوت فى أسوان مع الجدران بدأت منذ طفولته فهجر المدرسة فى الابتدائية من أجل الرسم عليها ليتوارث مهنة جده وأبيه، ولم يتركها إلا لأجل الالتحاق بالجيش ثم العمل فى مصلحة التليفونات حتى أحيل للمعاش ورغم سنوات عمره الـ 70 لا يزال حريصًا على الصعود على السقالة لأجل لقمة العيش ولأجل الفن الذى وقع فى غرامه منذ طفولته.

وعلى الرغم من معاشه الذى لا يصل إلى 400 جنيه والذى يجعل الرسم على الجدران مصدرًا رئيسيًا لدخله إلا أنه فى الكثير من الأحيان يرسم على الجدران مجانًا ويشترى خامات الألوان على نفقته الخاصة ويقول: "3/4 الشغل بعمله ببلاش، خاصة لو عروسة يتيمة أو حاجة أرملة، والعاطى لا يندم وفضل ربنا علينا كبير".

نقل السلواوى عشق الجدران والرسم عليها لأبنائه إلا أن لقمة العيش تفرض على الشباب وضعًا مغايرًا فرغم إتقان ابنه الكبير للرسم على الجدران اتجه للعمل فى الدهانات ليتمكن من الزواج، بينما لا يزال ابنه الأصغر يساعد والده. وبعيدًا عن لقمة العيش صعبة المنال لا يبحث "السلواوى" إلا عن تكريم واعتراف من الدولة، متمثلة فى وزارة الثقافة، بإسهاماته فى الفن الشعبى الفطرى، لاسيما وأن مصورة أمريكية تدعى آن باركر وثقت أعماله ضمن كتاب "لوحات الحج" الذى أصدره قسم النشر فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، كواحد من أبرز فنانى رسومات الحج فى مصر.