رغم تحقيق فيلم "البدلة" للفنان تامر حسنى أعلى الإيرادات وحصوله على المركز الأول فى أفلام موسم عيد الأضحى المنقضى، والذى مازال يتواجد فى السينمات بقوة حتى الآن، إلا أن الفيلم يبدو متوسط المستوى فيما يتعلق بالدراما التى يقدمها.
فعلى مدار ساعتين وهو المدة الزمنية للفيلم، لم أر أن هناك هدفا وراء الكوميديا التى يقدمها، بل كانت من أجل الضحك فقط، والمؤسف فى الأمر، أن الإفيهات أو الأحداث لم تكن قادرة على انتزاع الضحك من الجمهور، الذى ينتمى لأعمار معينة، بل كانت قادرة على مغازلة فئة عمرية صغيرة التى تتراوح أعمارهم من 12 إلى 18 عاما.
الأحداث الكوميدية المتواجدة بالفيلم، ظهرت سطحية للغاية وبها الكثير من الكسل ولم يكن هناك أى تطور من بطلى العمل "تامر حسنى وأكرم حسنى"، الفيلم تدور أحداثه حول "وليد وخاله حمادة" اتنين فاشلين دراسياً وعلمياً ولدوا فى يوم واحد، والقدر يجمع بينهما فى العديد من الصفات المشتركة، منها الغباء والفشل.
تتوالى الأحداث ويرى "وليد"، يجسده تامر حسنى "إيفنت" لحفلة على الإنترنت وبسبب غبائه يعتقد أن هذه الحفلة تنكرية، وأثناء حضوره فيها يكتشف أن صديقته من المدرسة وهى "ريم" تجسدها أمينة خليل التى كان يستلطفها منذ الصغر.
يحضر وليد الحفل ويصطحب معه خاله حماده "أكرم حسنى"، ويرتديان بدل ضباط شرطة، وبسبب هذه الملابس يشعروا لأول مرة بنظرات الاحترام إليهما، ومعاملة مختلفة من الجميع وعلى رأسهم "ريم"، لذلك يقرر "وليد"، أن يتمسك بالبدلة وينتحل صفة ضابط شرطة، لكى يكسب إعجاب "ريم" وحبها له وبعدها يصارحها بالحقيقة ولكن انتحال صفة الضباط تضعهما فى مواجهة مباشرة مع الإرهابى الدولى "ماركوس"، يجسده ماجد المصرى، ومن هناك تنطلق الأحداث فى إطار كوميدى تتخلله بعض مشاهد الأكشن، ولذلك يصبح الفيلم غير مصنف كوميديا أو حتى رومانسيا، ولكنه ظهر سطحيا يفتقد للعديد من العوامل الواجب توافرها فى أى عمل سينمائى سواء كان كوميدى مباشر أو حتى درامى أكشن، فسيطرت عليه الإفيهات الجنسية غير الجاذبة للابتسامة، بل ظهر السيناريو مهلهل، وتاه بطلا الفيلم فى أحداثه واعتمد الاثنان فقط على محاولة إضحاك الجمهور بالمواقف والإفيهات التى لم تشفع لهما.
فهل سبب الكوميديا الموجودة فى أحداث "البدلة" هى مؤخرة أكرم حسنى أو مثلما قال وليد تامر حسنى "توتتك بقت أشهر توتة فى مصر" أم مشهد العباية القصيرة التى ارتداها أكرم حسنى، أم مشهد دخولهما المنزل بملابسهما الداخلية، فحشو الدعابات والإفيهات والإيحاءات الجنسية فى الحوار من أجل إجبار المشاهد على الضحك لدرجة أن بعض المواقف تحدث دون أن يكون لها مبرر أصلًا فى السياق العام للأحداث.
وتمادى الثنائى أكرم حسنى وتامر حسنى "وليد وحمادة" على إجبار الجمهور بالضحك من خلال كلام تافه ولا قيمة له، فالغير منطقى هى مشاهد الأكشن من واحد فاشل وسر نجاحه فى القدرات القتالية الخارقة اللى ظهرت عند شخصية "وليد" واستطاع أن يهزم إرهابى عالمى وهو "ماركوس".
ويحسب للفيلم فى تصميم عدد من المواقف الكوميديا ولكن الكتابة بها كسل كبير من المؤلف أيمن بهجت قمر الذى يحاول أن يوصل لأكتر درجة ويشوف امتا هنبطل نضحك وعلاقة غير تقليدية بين البطل وخاله، ويحسب للمخرج ماندو العدل بأنه اجتهد فى الإخراج وظهرت الأحداث سريعة دون مط أو تطويل، خاصة فى مشهد مطاردة "وليد" لـ"ماركوس"، داخل أحد مولات مصر.
ملخص "وليد وحمادة" اتنين فاشلين واغبيا وبيعلوا على بعض فى الغباء حتى فى النهاية يقرران يضحكوا على ايفيهاتهم فى الأحداث، ولم يكن هناك تطور من تامر حسنى فى تعبيراته أثناء إلقاء الإفيهات الكوميدية، ومن المشاهد التى تعتبر مقبولة، مشاهد الرومانسية التى جمعت "وليد وريم"، خاصة مشاهد العرايس.
فيلم "البدلة" تجربة كوميدية سيئة، ممكن تطلع من الفيلم بأغنيتين لـ "تامر" لو بتحبه زى كمطرب، وتتأكد إن مؤلف الفيلم أيمن بهجت قمر بقى فقير سينمائيًا جدًا وهتترحم على فيلم "إكس لارج" آخر أفلامه الكوميدية بجد.