طور علماء أمريكيون لاصقة طبية تعمل على مكافحة النيكوتين وفى نفس الوقت تعالج الاكتئاب، وكشفت دراسة تجريبية أجراها مركز جامعة (فاندربيلت) فى الولايات المتحدة عن علاج لحالات الاكتئاب المتأخر بين غير المدخنين، بواسطة لاصقة لمكافحة النيكوتين، عن بعض النتائج الواعدة، إلا أن الباحثين أكدوا الحاجة لإجراء المزيد من الأبحاث فى هذا الموضوع للوقوف بدقة على مدى فعاليتها.
ويشخص الاكتئاب المتأخر - الاكتئاب الذى يحدث عند البالغين 60 عامًا أو أكثر - باستجابة ضعيفة للأدوية المضادة للاكتئاب وقضايا الذاكرة وهناك نصف المرضى على الأقل الذين عولجوا فى مرحلة الكآبة المتأخرة فشلوا فى الاستجابة للعلاجات التقليدية
وقال الدكتور وارن تايلور أستاذ الطب النفسى والعلوم السلوكية فى جامعة (فاندربيلت): "تبرز الحاجة الملحة فى علاج الاكتئاب والكآبة عندما تصبح أدويتنا غير فعالة، فهناك مرضى لا يستجيبون بشكل جيد أو لا يستجيبون تماما لمضادات الاكتئاب الحالية، لذلك فهناك حاجة إلى تطوير علاجات جديدة تعمل من خلال آليات جديدة ومختلفة".
وأضاف: "رغم عدم وجود دراسات منشورة فيما يتعلق بالمسنين، فإن العديد من التجارب الصغيرة بين غير المدخنين المصابين باضطراب اكتئابى رئيسى فى منتصف العمر تفيد بأن النيكوتين يقلل من شدة أعراض الاكتئاب".
وتابع تايلور: "يمكن أن يتصف مرض الاكتئاب، لا سيما لدى كبار السن، بمشاكل فى الذاكرة، حيث لا تكون ذاكرتهم جيدة مثل الأشخاص فى نفس العمر ونفس التعليم الذين لا يعانون من الاكتئاب"، موضحا: "عندما نتعامل مع الاكتئاب، قد تتحسن ذاكرتهم، لكنها فى الغالب لا تتحسن بالقدر الكاف، ونعتبر ذلك جزءًا من المرض، وجزءًا من الآثار المتبقية للاكتئاب، وفى بعض الحالات تصل إلى الإصابة بمرض الزهايمر أو أى نوع آخر من الخرف".
واستمرت الدراسة قرابة 12 أسبوعا، ونشرت فى عدد سبتمبر من مجلة (الطب النفسى السريرى)، وقامت بفحص وتحليل حالات 15 شخصا ممن تخطوا الستين عاما يعانون من اضطراب اكتئابى، حيث وضع بعض المشاركين لصقة نيكوتين، بينما حصل مشاركون آخرون فى الدراسة بالفعل على أدوية مضادة للاكتئاب لكنهم لم يحرزوا أى تقدم.
وأشارت المتابعة إلى اختفاء أعراض الاكتئاب بنسبة بلغت 50% بين المرضى الذين استعانوا بلصقات النيكوتين، بل وإلى 80% بين المرضى الذين تمتعوا باستجابة سريرية جيدة، وقد لوحظ بشكل عام تحسن فى الحالة المزاجية بين جميع المشاركين فى الدراسة.