يصادف اليوم 20 سبتمبر، ذكرى افتتاح أول دورة لمهرجان كان السينمائى، ذلك الحدث السينمائى الأهم والأعظم فى أوروبا والعالم، الذى تحتضنه مدينة كان بجنوب فرنسا فى الفترة من 17 وحتى 28 من شهر مايو، ويحظى بحضور سينمائى كبير من جميع أنحاء العالم، إضافة لتنوع جوائزه من عام لآخر مع استقرار الجوائز الأصلية للمهرجان، الذى يأتى فى مقدمتها جائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم.
وعلى الرغم من أن الموعد المعتاد لاقامة المهرجان يكون فى الفترة من 17 وحتى 28 من شهر مايو، إلا أنه كان هناك أسباب أخرى لافتتاح دورته الأولى فى 20 سبتمبر عام 1939، تلك الدورة التى لم تستكمل، وأُلغيت بسبب الحرب العالمية الثانية، ولعل أسباب افتتاح المهرجان فى ذلك الموعد ترجع لعام 1938 حينما قام الزعيمان هلتر، وموسيلينى بتوجيه لجنة تحكيم مهرجان فينيسيا لتفوز الأفلام الألمانية والإيطالية بجوائز المهرجان الرئيسية بعد خروجها خالية الوفاض فى نسخة المهرجان السابقة.
هتلر وموسيلينى
وبسبب تلك النتائج الفاضحة والتدخلات المشينة، ثار غضب الكثير من المشاركين فى المهرجان وعلى رأسهم الدبلوماسى الفرنسى فيليب إرلانجى، والذى قدم تصورًا لمهرجان سينمائى يقام فى فرنسا وفى نفس يوم افتتاح مهرجان البندقية، لم تكن الموافقة سهلة نظرًا للتبعات السياسية لهذا القرار، وأهمها استفزاز السلطات الألمانية والإيطالية فى ظل الأجواء المشحونة فى أوروبا والعالم.
وبعد مفاوضات طويلة ومراحل من الشذ والجذب، وافقت السلطات الفرنسية فى النهاية على إقامة المهرجان، واختيرت مدينة كان لأنها مدينة ساحلية خلابة، تنافس جمال مدينة البندقية. وأقيمت الدورة الأولى عام 1939 ولكنها ألغيت بعد عدة أيام نظراً لاشتعال الحرب، استمر التوقف لبضع سنوات ليعاد افتتاح الدورة الأولى فى منتصف عام 1946، الذى يشكل الانطلاقة الحقيقية لمهرجان كان السينمائى.
مهرجان كان
ولكن دائما ما تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، حيث لم يلبث المهرجان أن أعيد إطلاقه من جديد حتى توقف فى دورة عام 1948، ثم توقف مرة أخرى فى دورة عام 1950 وذلك لظروف تمويلية مادية، ومنذ انطلاقة المهرجان بعد ذلك لم يحدث توقف سوى دورة واحدة سنة 1968 فى تاريخ ذلك المحفل السينمائى الأهم فى العالم.