أسرار الساعات الأخيرة فى حياة مخرج الفوازير
المليجى مات بجد أثناء تمثيل مشهد الموت
وكيف تسببت كاريوكا فى وفاة عبدالغنى السيد
نواصل فى السطور التالية سرد أغرب حكايات وقصص الموت التى حدثت للمشاهير ومنهم المطرب عبدالغنى السيد، ومخرج الفوازير فهمى عبدالحميد وعملاق الفن محمود المليجى.
هل تسببت كاريوكا فى وفاة عبدالغنى السيد
كان المطرب عبد الغنى السيد من أشهر وأنجح مطربى عصره وحقق نجاحات كبيرة ونافس عمالقة الغناء والطرب حتى أنه حصل على المركز الأول فى استفتاء أجرته مجلة الاثنين أوائل الثلاثينات عن أحب مطرب لقلوب المستمعين، بينما حصل موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب على المركز الثانى والمطرب صالح عبدالحى على المركز الثالث.
وقبل هذا الاستفتاء قام عبد الغنى السيد بالدور الذى كان يمثله عبدالوهاب فى مسرحية كليوباترا أمام سلطانة الطرب منيرة المهدية بعدما سافر عبدالوهاب إلى لبنان وترك العرض، فحقق عبدالغنى السيد نجاحا كبيرا واستمر فى تقديم الدور، حتى أن عبد الوهاب عاد من سفره ليرى هذا المطرب الجديد الذى حقق كل هذا النجاح، وأعجب به ونشأت بينهما صداقة كبيرة وقال عبدالوهاب أن عبدالغنى السيد هو الوحيد الذى هزمه مرتين.
وكانت من أشهر أغانى عبدالغنى السيد الذى أطلق عليه لقب "البلبل الباكى" أغنية " ياولا ياولا " و"عالحلوة والمرة"، التى غناها عدد من المطربين بعده ومنهم قيثارة الغناء العربى نجاة، ولحن له السنباطى ومحمد عبدالوهاب والقصبجى، كما كان من أوائل الأصوات التى افتتحت الإذاعة المصرية وتجاوز رصيده بها أكثر من 800 أغنية، فى حين كان رصيده فى السينما 16 فيلما تنوعت أدواره فيها بين التمثيل والغناء.
وتوفى عبدالغنى السيد وعمره 54 عاما وكانت واقعة وفاته غريبة حيث أصيب بجلطة فى القلب أثناء محاولته التدخل للإصلاح بين الفنانة تحية كاريوكا وزوجها فايز حلاوة.
وعن هذه الواقعة تحدث ابنه محمد عبد الغنى السيد فى حوار أجريناه معه، قائلا: "كان أبى محبوبا بين زملائه فى الوسط الفنى وكانوا يلجأون له فى أزماتهم".
وتابع ابن البلبل الباكى: "لجأت الفنانة صباح لأبى حين أرادت الطلاق من أنور منسى وبالفعل تدخل وأقنع منسى، وساعدها فى ضم ابنتها هويدا".
وعن يوم وأسباب وفاته قال ابن عبدالغنى السيد: "فى يوم وفاة والدى اتصلت به تحية كاريوكا وهى تصرخ وكان أبى نائما، ووقتها كانت متزوجة من فايز حلاوة وبينهما مشاكل، وقالت له "تعالى طلقنى منه"، فأسرع أبى ليحاول تهدئة الأمر بينهما".
وأضاف ابن البلبل الباكى: "أثناء محاولة أبى تهدئة الخلاف بين الزوجين احتدت عليه كاريوكا قائلة: "أنا جايباك علشان تطلقنى مش تصالحنى" وشتمته، فانفعل والدى وسقط وأصيب بجلطة وأزمة قلبية حادة، ونقلوه إلى مستشفى العجوزة".
وتابع: "كان الملحن على اسماعيل من أقرب أصدقائه، وكان وقتها مسافرا مع فرقة رضا إلى ألمانيا، وكان والدى يسأل عنه وهو يحتضر، كما كان معتادا أن يلعب طاولة معه هو وبليغ حمدى وعبدالوهاب محمد، وقبل وفاته قال لوالدتى هاتى الطاولة بكرة علشان ألعب مع على وبليغ".
وعن أخر كلمات عبدالغنى السيد قبل وفاته قال ابنه: "تحدث مع والدتى وقال لها الست عاملة حفلة وطالبة مطرب كبير وماحدش هيغنى فى الحفلة دى غيرى أنا أحسن مطرب هيغنيلها"، فسألته والدتى الست أم كلثوم ؟، فرد: "لا ستنا عائشة الصغيرة مش الكبيرة"، وبالفعل توفى فى 9 ديسمبر 1962 ولم يتجاوز عمره 54 عاما، ودفن فى السيدة عائشة وتركنا وكان عمرى وقتها لا يتجاوز 7 سنوات واختى إيمان 9 سنوات وليلى 14 عاما".
أسرار الساعات الأخيرة فى حياة فهمى عبدالحميد مخرج الفوازير
كشفت الإعلامية لمياء فهمى عبد الحميد أسرار الساعات الأخيرة فى حياة والدها مخرج الفوازير، الذى توفى فجأة أثناء إعداد فوازير ألف ليلة وليلة.
وقالت ابنة فهمى عبدالحميد فى حوار معنا : «لم يكن أبى مريضا، ولكن كان دائما فى حالة ضغط وقلق، بسبب حرصه على كل تفاصيل العمل الذى سيظهر للناس خلال شهر رمضان وينتظره ملايين المشاهدين، فكان يقيم فى الاستديو ولا ينام إلا ساعات قليلة».
وتابعت: «قبل وفاته كان يقول بعض الكلمات التى لم نفهمها إلا بعد موته، وكأنه يشعر بدنو أجله، فمثلا قبل وفاته بثلاثة أيام قال لى: هانحتفل بعيد ميلادك اليوم، لأن ده آخر أسبوع هقعد معاكم فيه».
واستكملت ابنة مخرج الفوازير حديثها قائلة: «قبل وفاته بكام يوم قال: أنا سايب لكم ياولاد ثروة مش هتعرفوا قيمتها غير بعد موتي، وبعد 50 سنة هيقولوا كان فى واحد اسمه فهمى عبد الحميد».
تحكى لمياء فهمى عبدالحميد، أصعب المواقف التى أثرت على والدها، قائلة: «قبل وفاته بشهر، أذيعت سهرة تليفزيونية خُصصت للهجوم عليه، ورددت المذيعة وضيوفها عبارات من عينة: (هوه احنا ماعندناش غير فهمى عبدالحميد، اللى خلقه ماخلقش غيره؟ نريد دم جديد)، وهو ما أحزنه بشكل كبير».
وأضافت: «من المواقف المحفورة داخلى ما حدث فى آخر سنة قدم فيها والدى فوازير فنون، بطولة مدحت صالح وشيرين رضا، حيث كان من المعتاد كل عام أن يبكى الجميع آخر أيام التصوير، لأنهم سيفترقون بعد أن كانوا يقيمون معا داخل البلاتوه لمدة تزيد على 4 أشهر وكأنهم عائلة واحدة، وفى العادة يكون أبى متأثرا ولكنه لا يبكي، لكن هذا العام وفى آخر أيام التصوير، أخذ أبى كرسيا وجلس بعيدا يبكى بشدة وكان عمرى وقتها 12 سنة، وعندما سألته قال لي: «خلاص بقى مش هما بيقولوا كفاية فهمى عبدالحميد، أهه كفاية فهمى عبدالحميد، ودى آخر سنة هعمل فيها الفوازير، وبالفعل كانت آخر سنة، والعام التالى توفى أثناء التحضير للفوازير».
تبكى وهى تتذكر يوم وفاته: «كنت معه فى اليوم الذى توفى فيه وأكلنا معا، وشعر ببعض التعب أثناء تصوير ألف ليلة وليلة، وأخدناه إلى مستشفى الهرم، وكنت أحتضنه وأبكى وهو يتألم، وكان يحاول تهدئتى قائلا: ما تعيطيش، أنا كويس بس الأكل واقف على صدرى، وخرج الطبيب وبقيت معه وشاهدته وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة».
يذكر أن المخرج فهمى عبدالحميد قدم فوازير رمضان منذ عام 1974 وبدأها مع نيللى ثم قدمها لسنوات طويلة وتوالى على بطولتها سمير غانم الذى قدم فوازير فطوطة وشريهان التى قدمت الفوازير، بالإضافة إلى حلقات ألف ليلة وليلة، كما استعان بصابرين ويحيى الفخرانى وهالة فؤاد وليلى علوى ومدحت صالح وشيرين رضا.
وأخرج عبد الحميد العديد من أغنيات الأطفال التى حققت نجاحا وانتشارا وكان يخرج الرسوم المتحركة بأعماله التى حصلت على جوائز من مهرجانات دولية ومنها «إبريق الشاي» السيد الملاح وكذلك المطربات عفاف راضى وليلى نظمى ولبلبة وايمان الطوخى وقدم اغنيات وطنية مثل على «ضفافك يانيل» غناء وردة و«يوم الهنا» غناء نجاة الصغيرة، وتوفى المخرج فهمى عبد الحميد فى 17 يناير 1990.
المليجى أبدع ومات وهو يؤدى مشهد الموت
الفنان محمود المليجي، أشهر من قام بأدوار الشر فى السينما المصرية، تميز بقدرته الفائقة على التعبير واستغلال ملامح وجهه ونظرات عينيه حتى أنه المخرج العالمى يوسف شاهين قال عنه: يمثل أدواره بتلقائية كبيرة حتى إننى أخاف من نظراته أمام الكاميرا، وبقدر إبداع المليجى فى أدوار الشر، أبدع أيضا فى دور الفلاح الطيب صاحب المبادئ المتمسك بأرضه فى رائعة عبدالرحمن الشرقاوى "الأرض"، إمكانيات فنية هائلة وفيض متدفق من الإبداع استمر لما يقرب من 56 عاما هى عمر مشواره الفنى الذى استطاع خلاله أن يشق طريقه بين عمالقة جيله.
وولد المليجى عام 1910، وتوفى فى 6 يونيو 1983، عن عمر يناهز 72 عامًا.
وقصة وفاة المليجى من أغرب القصص، حيث توفى أثناء تصوير فيلم " أيوب"، وهو يمثل مشهد الموت.
وكشف المخرج هانى لاشين، فى تصريحات له كواليس وفاة المليجى، قائلا: "قعدنا على ترابيزة بنستعد بالمكياج وطلب قهوة، ليبدأ الفصل الأخير فى حياة محمود المليجى فى هذه اللحظة، حيث كان يوجه حديثه لعمر الشريف خلال سيناريو الفيلم قائلا: الحياة دى غريبة جدًا، الواحد ينام ويصحى وينام ويصحى وينام ويشخر، وقام بخفض رأسه كأنه نائم على الكرسى، وأصدر صوت شخير كأنه مستغرق فى النوم"
نظر الجميع إلى الفنان الكبير بدهشة وإعجاب من روعة تمثيله، وقال له عمر الشريف، "إيه يا محمود خلاص بقى اصحى "، وكانت المفاجأة أن المليجى لفظ بالفعل أنفاسه الأخيرة، فمات وهو يؤدى مشهد الموت.