45 عاما مرت على رحيل عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين، إذ رحل فى أكتوبر من عام 1973، ولا يزال يحافظ المفكر الكبير على لقبه، وعمادة الأدباء العرب، رغم مرور نحو 5 عقود على رحيله.
وأثار لقب عميد الأدب العربى جدلا وحالة من السخرية، بعدما انتشرت تدوينات عن أن عميد الأدب العربى هو الأديب الكبير الراحل عباس العقاد، على الرغم من أنه لقب أطلق على صاحب "الأيام" حصل عليه بعد أزمة شهيرة فى وقته، مع الحكومة المصرية.
ويوضح كتاب "الحب والحقد المقدس" للكاتب عبد الباسط هيكل، الأحداث التى جرت ونتج عنها إطلاق لقب عميد الأدب العربى، على طه حسين، مشيرا إلى أنه فى عام 1923، أقال الملك فؤاد ملك مصر حينها قرارا بإقالة حكومة إسماعيل صدقى، وعطلت الحياة النيابة، وقام "صدقى" حينها بتأسيس حزب سياسى، بتوجيهات من الملك والأثرياء وكبار رجال الدولة، ليكون فى مواجهة حزب الوفد، صاحب الشعبية فى ذلك الوقت.
وطلب إسماعيل صدقى، حينها من طه حسين، أن يتولى رئاسة جريدة الشعب، جريدة الحزب الجديد، وكتابة الكلمة الافتتاحية فى العدد الأول للجريدة، ولكن الأول اعتذر قائلا: "إن كتابتى فى جريدة الشعب تضرنا جميعا، ولا تنفع أحدا".
ويبدو أن موقف طه حسين، أثار غضب الحكومة، التى أصدرت قرارا بنقله من عمادة كلية الآداب، إلى وظيفة مراقب بالتعليم الابتدائى بوزارة المعارف، لكن عميد الأدب العربى، رفض تنفيذ القرار، وقام برفع دعوى قضائية ضد الوزارة، كما احتج طلاب كلية الآداب، وانضم إليهم طلاب كليات الطب والعلوم، وهو ما زاد غضب الحكومة، واعتبرته تحديا صريحا لها، فقام رئيس الحكومة بعمل اجتماع عاجل عقد فى 29 مارس 1923، وقررت فصل طه حسين من الخدمة بالحكومة.
الطلاب واجهوا هذا القرار باحتجاجات واسعة داخل أسوار الجامعة، وقالوا "إذا أقالت الحكومة طه حسين من عمادة كلية الآداب، فهو عميد للأدب العربى كله"، وسار الجدل لفترة كبيرة، حتى حلت حكومة صدقى بعدها، وعاد طه حسين عميدا منتخبا للكلية، محمولا على الأعناق، ومن حينها والتصق بالرجل لقبه الدائم "عميد الأدب العربى".