على ضفاف نهر النيل بأقصى جنوب مصر على الأراضى المشمسة والمليئة بالإيجابية والرسومات الخلابة التى تخطف أنظارك على واجهات المنازل، وعلى صوت المياه الهادئة ومنفذ الطاقة الساحرة الذى تعلق فى أذهان من يزور هذه المدينة، فى رحلة جديدة من نوعها قرر رضا الشهير بـ"بكار" أن يخوضها لإثبات ذاته وأنه يقدر على تحقيق أحلامه، فكرة صغيرة لكنها تختلف عن ديكورات وألوان المنازل المبهجة داخل أسوان، ولكن هى فكرة إبداعية من فن الجرافيتى، قرر "بكار" أن يوثق بها معالم وتراث مدينته بالإضافة إلى توصيل رسائله والتعبير عن شخصيته بداخلها.
"بدأت الرسم من صغرى ورغم أنى بدرس فى القاهرة، إلا أنى فى الصيف قررت أسافر بلدى علشان اشترى الألوان وأرسم على الحوائط وجبت الألوان على حسابى وخدت تصريح أنى أعمل الحاجة اللى بحبها"، كلمات يعبر بها "أبو كف رقيق وصغير" لـ"اليوم السابع" محملة بملامحة البهجة والحياة من نبع لقطاته الساحرة من أرض النوبة، عن رغبته فى تحقيق شئ يحبه يعود بالنفع لبلاده.
تاريخ أرضه وبلاده بيجرى جوة دمه، كلمات عبر بها منير فى أغنيته لـ"بكار" الذى أصبح اسم الشهرة لدى رضا منذ الصغر وذلك لشدة التشابه بينه وبين الشخصية الكارتونية، فقرر "بكار" أن يستخدم الجرافيتى بشقين هما الخيال الذى يعبر به عن تاريخ بلاده والجزء الآخر كان معبرا عن شخصيته الذى يعشقها الجميع ممن حوله.
ويقول: "اخترت كلمات أغانى لمنير عشان دى أكتر حاجة ممكن أى حد صغير أو كبير يربطها بأسوان"، ويحكى عن الفكرة قائلًا إنه يفكر فيها منذ سنتين، إلا أن الإمكانيات كانت دائمًا عائقًا بالنسبة له، وأضاف: "اشتغلت على نفسى وحوشت عشان أجيب خامة نضيفة ووالدتى وقفت جمبى وشجعتنى".
فور الانتهاء من رسوماته على الحوائط وعرض الحكايات التى تدور معه وتوثيق تراث أسوان لم يكن فى اعتقاده أن رسوماته ستتميز بالنسبة للآخرين وتلقى اهتماما شديدا بها، ويقول: "فى البداية الناس كانت مستغربة لحد ما شافت النتيجة النهائية وانبهروا وجم يتصوروا مع الجدارية حتى قبل ما تخلص".
"وتعالى نعيد من الأول شكل الأشياء ونلون"، كلمات أغنية أبو كف رقيق وصغير التى تحولت لحقيقة على أرض الواقع وهدفًا واضحًا لـ"بكار"، ويقول: "نفسى أوصل رسالتى للناس بإن أسوان فها فن الجرافيتى وغيره من الفنون المختلفة المدفونة بين هذه الحوائط"، ويرى أن الفنانين يحتاجون فقط إلى الدعم لكى يظهر فنهم إلى النور.
"حسونة باعنى" لوحة بطريقة مرحة لجميع من يراها رسمها "بكار" صاحب الـ 22 عاماً، بأنامله على جدران المدينة لتعبر عن جزء من حياته، ويوضح لنا ما خلفها ويقول: "كانت موجهة لواحد صاحبى بيرسم معايا دايمًا، وحصلت له ظروف فمعرفش ييجى معايا أسوان فقلت أرد عليه برسمة كنوع من الهزار".